يكفي طقطقه ياعالم
المرأة في مجتمعنا معززة ومكرمة ، ولكن مما يؤسف له أن يتسلل داخل نسيجنا الاجتماعي مهازل من البعض وهذا البعض ولله الحمد قليل جداً من الفئات التي فقدت الحس الاجتماعي والانتماء له ، وذلك بالدخول وبشكل قد يكون شبه يومي خصوصاً هذه الأيام في ( طقطقة وسخرية ) كما يسمونها وهي أسلوب سوقي ساخر هزيل مرفوض يتعدى على خصوصية الغير ، حيث نجد من يتناولون المرأة في جزئية من حقها سواءاً شئنا أم أبينا وهو (قيادة السيارة وإستخراج الرخصة لها) ، وهذا التناول الساخر لا يرقى إلى فكر نير ولا رؤية متبصرة أو استشارة ورأي أوتوجيه وإرشاد والأخذ بأيدي بعضنا بعض ، بل ينحدر بالأسلوب الهابط ، وربما يعطي فكرة لمن لا يعرف مجتمعنا أننا غير جادين في قضايانا خاصة ونحن اليوم نقول ونتعامل على المكشوف للعالم وتحت بناء لا سقف له في عالم التواصل الاجتماعي ومواقعه وفضائيات تفوح بالغث والهزيل قبل النفيس والسمين.
إن قيادة السيارة من عدمها موضوع محسوم يا ساده من القيادة وأصحاب الرأي وله من يقدر ظروفه ووقته و طريقته وأسلوبه وتفاصيله ، وفي هذا المقال لست بصدد قبوله أو رفضه ، ولَن أتطرق لا من قريب ولا من بعيد عن قيادة المرأة للسيارة ، سواءاً من حيث الرفض أو السماح ، او الرأي الخاص حول ذلك ، ولا تحليل الآراء حولها أوالجمع بين متناقضاتها، فهو حق خاص بالمرأة تقبله أو ترفضه ، كما أن للرجل حق في قيادة السيارة أوتركها ، ولم يسبق أن نوقشت مسألة قيادة الرجل للسيارة ، وإنما الذي يناقش هو مدى الالتزام بقواعد المرور والسن القانوني ومع ذلك فكثير من صغار السن والشباب الذي لا يحملون رخصة قيادة يقودون سيارات ويهددون مستخدمي الطريق ويرتكبون مخالفات كثيرة من السرعة والتفحيط والدوران الذي لا مبرر له ، وتلك أيضاً قضية لها مختصوها وهي التي أولى بالنقاش وطرح الآراء حولها .
إننا الْيَوْمَ ياساده ياكرام في أوج العلم ونوره والمعرفة وارتفاع مستوى الوعي والثقافة ، ننعم بالتلاقي والتلاحم والوحدة ، وحبنا لمجتمعنا وتقديرنا له بكل أطيافه وأصنافه وأفراده ، وما يرتسم في أفق علاقاتنا ببعضنا وحياتنا من انسجام تام ، ولكن ما نشاهده من تسلط البعض من ضعاف النفوس والعقول بالسخرية والاستهزاء بالمرأة وقيادتها، قبل وبعد القرار الذي يسمح بإستخراج رخصة قيادة للمرأة يعد مهزلة في أسلوب الطرح ، فضلا عن وجود بعض التناقض في وجهات النظر ، فهذا أمر يعود للفرد نفسه .
ولَكن من يقرأ التعليقات الهابطة يظن أن مجتمعنا يؤيد وجودها بينما هي تقع على هامش مهمل من عقلاء المتلقين لا يؤيد وجودها إلا من همه السخرية حتى من نفسه ، وهذا لاحكم له ولكن مع هذا فهو عار على من ينتمي إليه سواء كان من هنا أو كان دخيلاً من هناك .
إن تلك المرأة لن تكون إلا أماً أو أختاً أو زوجة أو خالة وعمة وقريبة ، وليست من كوكب مختلف ، من المفترض الأخذ بيدها ودعمها وتشجيعها وتوجيهها على كل ما هو خير ( ويكفي طقطقه ياعالم) .
ختاماً:
أنني على يقين أنها زوبعة تحركها المفاجأة لا تلبث أن تختفي وتزول ولكن سيبقى لها أثر سلبي يؤكد أن في بعض الأفراد قصور يعجز ملؤه بالمفيد وأن مخزون فكره قمامة لا يمكن تدويرها لتنتج شيئا نافعا ومفيد .