البنك الاهلي وحرب التيارات
بقلم الكاتب : زيد عبدالهادي الخديدي
لاتكاد تمر بنا قضية مجتمعية إلا وتبدأ حرب التيارات التي تعكس الفكر المتضاد داخل المجتمع الواحد . وليس اكتتاب البنك الاهلي إلا أحد الأمثلة التي تعكس هذه الحرب .
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي رسالة وصلتني نسخة منها عن طريق الواتس آب مفادها التشديد على كل من تصله الرسالة بعدم الاكتتاب في البنك الاهلي .
* * * *ليس هذا هو المثير ، المثير أن الرسالة تؤكد على أن القضية هي مبدأ حياة وموت مبدأ اثبات وجود ومبدأ حرب وانتصار ولو نجح الاكتتاب ستسقط كلمتنا ومن هذا القبيل ! عجيب أن يكون هؤلاء الاشخاص همهم هو اثبات الرأي والانتصار لفكرهم ومبدأهم وليس وقاية الناس من الحرام مثلا او دلهم على الطريق الصواب . الرسالة تقول ايضا يجب استغلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنابر المساجد في تكرار التنبيه على هذا الامر *ومحاولة التاثير على اراء العامة حتى اقناعهم بعدم الاكتتاب .
* * *ولو لاحظنا تلك الثورة في وسائل الاعلام هذه الفترة حول البنك الاهلي بالرغم من نزول العديد من الشركات *التي صنفت ضمن الشركات المشتبه بحرمتها إلا أن البنك الأهلي أخذ الهالة الاعلامية الاكبر ليس فقط لانه من ضمن الاكتتابات الكبيرة بل ايضا لانه يعكس تلك الحرب الخفية التي تظهر على السطح مع كل مناسبة فنراها في معرض الكتاب وقضايا الهيئة واليوم الوطني .
* * *تلك الحرب التي جعلت مبدأها الانتصار للذات والانتصار للرأي دون البحث عن الحقيقة ودون سماع الرأي الآخر حتى جعلوا من قضية اكتتاب قضية رأي عام وصدق بيكاسو حين قال "*ليس *أصعب*من*قبول*المرء*لنفسه "