المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عن د.ابراهيم عباس نــَـتــّو

عميدسابق بجامعة البترول.

محاضِر (مهاتير)، نجم السياسة و التنمية

(بعيد إعلان التانكو(:صاحب السمو) عبدالرحمان إستقلال مملكة ماليزيا عن بريطانيا في ١٩٥٧م، و توليه رآسة الوزراء هناك؛ و بعد انتهاء فترة ترؤسه بفترة، قام الملك فيصل آل سعود فرشّحه لرآسة منظمة العالم الاسلامي بجدة. و بعد فترة ، جرت في مملكة ماليزيا انتخابات فاز فيها رجل التعليم الماليزي د.طبيب محاضر/مهاتير محمد، و تولى رآسة الوزراء و معها قيادة نهضة كبرى في مملكة ماليزيا، فحوٓلها من عوالم الدول المتخلفة إلى مصاف الدول المعتبرة في منطقة منظمة آسيان بجنوب شرق آسيا، بل و في العالم. و كانت ماليزيا (اسمها الأقدم: الملايو) دولة ضعيفة انهكها التخلف و استنزاف المستعمر جل خيراتها الطبيعية في غاباتها الممطـَرة و ما فيها من النباتات و المطاط و خام القصدير ليس إلاّ.
و تكوّنت الملايو من ١٣ ولاية/سلطنة..زائداً المنطقة الفِدرالية العاصمة، كوالالـُمپـُر (كوالا: نهر)؛ فصارت لكل من الـ١٤ مكوناً سياسياً نجمةٌ في العلـَم الوطني الماليزي، و كان فيه شبهٌ من علم امريكا (..و كانت عملتها بمسمى 'دولار'). ثم صار عدد النجوم ١٥ عند تكوين الدولة المستقلة، ماليزيا، مشتملة على جزيرة سِنگاپورا؛ فكان ذلك وراء اعادة تسمية البلاد من الملايو الى ماليزيا، او بنطقهم: ماليسيا؛ و كان سبب ذلك ان سِنگاپورا كانت جزءاً من المملكة المتحدة عند و بُعيد اعلانها.

و أتصور أن انفصال سِنگاپورا عن الكيان الملايوي الكبير كان جيداً للطرفين، فقرابة ثلثي المملكة هما من الملاويين، و قرابة الثلث من الصينيين بأنواعهم؛ و التكملة من تاميل الهند و عدد من مهاجري الجنوب العربي بمن فيهم اسلاف محاضر محمد.

اما الغالبية العظمى من سكان جزيرة سِنگاپورا فكانت و لا زالت من الصينيين (و بالذات من متحدثي اللغة الكانتونية، بعكس الماندرينية الشائعة في الصين الأم). و بالمقابل، يتكون معظم سكان شبه جزيرة ماليزيا (و شمال بورنيو) من متحدثي الملايوية.. و هي مثل لغة اندونيسيا.

و انطلقت الدولتان في تنافس واسعٍ و عميق كلُ في مناكبه، فكان (لي.كوان.يو) المؤسس الفاذ لدولة سنگـاپورا؛ و بزغ نجم د.محاضِر محمد في ماليزيا و شعشع في آسيا و فيما وراءها!

د.طبيب محاضِر محمد يأتي من ولاية/سلطنة (قدح) في غرب البلاد و تطل على المحيط الهندي؛ و جاءت عائلته منذ قرون من اصول حضرمية في الجنوب العربي.

لقد كُنت لعشرات السنين اشك في صحة تهجئتنا و نطقنا إسم هذا الزعيم العظيم في شكل 'مهاتير' هكذا، و كانها من المهاترة!! و ظللت اخمن الإسم بين 'محاذِر ' و 'محاضِر'؛ لكني سمعت مؤخراً -على اليوتوب- الأستاذ باسـُندوَة، المسؤول السابق الكبير في جمهورية اليمن، أنٓ الزعيم الماليزي اخبره شخصياً ذات مرة باسمه، مبنىً و معنى: بأنٓ اسمه 'محضار'. (و لكني رسَوتُ على 'محاضِر'! كما لاحظت مؤخراً أن بي.بي.سي/عربي تستعمل 'محاضِر'.. و كأنها توافقني!)

هذا الزعيم الماليزي الجديد القديم يعود الى حياة العمل و يغادر سني تقاعده الخمس.عشرة، و رغم بلوغه سن الـ٩٣ (ميلادية!) يمسك بزمام المملكة و ينقذها من جديد!؛ و ذلك بعد ان حادت البلاد عن جادة التنمية الكبرى التي كان قد ارساها و انشاها، و بعد أن جانب رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق حدوده و وقع خارج حمى اللياقة القيادية فكان عرضة للاعتقال ثم نجا باسعافه بنصف مليار دولار جاءه من شرق الشرق الأوسط.
لكن، و كعادة الشعوب، و لو قبيل نهاية المطاف، انها تمهل.. لكنها لا تهمل. فجاءت نتيجة انتخبات عامة جرت في اول اسبوع من مايو ٢٠١٨م، فأطاحت برئيس الوزراء نجيب و معه كامل الحزب الحاكم، فقاد د.محاضِر محمد المعارضة في انتصار تأريخي باهر!

في اليوم التالي لاعلان نتائج هزيمة نجيب المدوية حاول الخروج و التوجه الى اندونيسيا الجارة، لكنه تم القبض عليه في قاعة مغادرة مطار كوالالـُمپـُر! ثم بدأت إجراءات محاسبته و معاقبته.

د.محاضِر محمد، رئيس الوزراء القديم الجديد، اسس و اقام صرح دولة ماليزيا في شتى المجالات: التصنيعية و خاصة التقنية ..و منها الالكترونية؛ و كان قد اولى قسطاً وافراً من اهتمامه للتعليم و التدريب.. و تنمية المؤسسات المصرفية و السياحية و أوجه الرقي البيئي و البشري .. مع العناية بتمكين المرأة.
و لكن، و لكونه بشراً، فلقد كانت له نقاط ضعف شملت اضهاده لزعيم المعارضة في زماناته، أنور إبراهيم. و لكن، كان اول قرارات الرئيس المنتخب د.محاضر إخراج (أنور) من الاعتقال فوراً.

و مما تم تسجيله و حفره في تاريخ ماليزيا لمحاضر محمد حرصه الدائم على مختلف نواحي الحياة الحالية للناس مع التاسيس لمستقبل الاجيال، فأقام المدائن و مختلف الموانئ و كذلك اكبر مطار في عصره؛ و شيَٓد مدينة مستحدثة كمقر جديد للعاصمة، پوترا-جايا. ثم كان هناك -ايضاً- بناء برج 'پرتونا'.. الأعلى في العالم في وقته؛ بل و تم جعل ذلك البرج مضاعفاً -في برجين (اثنين).

لكن -و الأهم من كل هذا و ذاك- أن الزعيم الماليزي (د.محاضِر) ترك -قبل ١٥سنة و عند تقاعده السابق- ترك موروثاً تالداً فريداً قلـٓما يحدث نظيره، ألا هو إخلاء منصبه و التخلي عنه (طواعية)؛ بل و إعلانه شخصياً و على الملأ (و قبل سنة كاملة) تخليه/تقاعده عن كرسي الرآسة و التعفف عن سدة الحكم. ثم قام الشعب -في مايو، ٢٠١٨م- عن طريق التصويت الحر المباشر .. فأعاده منادياً 'أقبـِل'؛ (في مفارقةٍ لغير زعيم في شرقنا حين صاح الشعب: 'إرحل'!)
 0  0  13.3K