المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

مقص الضّمير...!


الإنسان مخلوق عجيب ...! ومكمن العجب سلوكه المحير سوف أخبركم لماذا ؟ ولكنّ أولاً لتفهم سلوك الإنسان يجب أن تفهم كَيْف يتمّ هَذَا السلوك وما يسبقه ومَن ثم سوف ترى لِماذا يَكُون سلوك الإنسان محيّر في بَعْض المواقف ؟

أن الإنسان لِكَي يقوم بتصرف ما يسبق هَذَا التصرّف أفكار حوّل التصرّف وهذه الأفكار تتصل اتصالاً وثيقاً بالمعتقدات والثوابت الخاصة به فالأفكار يمكّن تشبيهها بساق الشجرة والمعتقدات والثوابت مثل الجذور ويرتبط بتلك الأفكار مشاعر تتمايل فرحاً أو حزناً أو غضباً مثلما تتمايل أوراق الأشجار مَع الريح ،ويتضح أن المعتقدات والثوابت أساس للأفكار وهي محركات للسلوك ومغيرات للمشاعر فهي منظومة نفسيّة لا تنفصل عَن بعضها البعض .

الآن لنأخذ مثال بسيط لإنسان يريد عمل سلوك ما فلنفترض أنه يريد الذهاب لعملة فالفكرة هنا الذهاب للعمل والمعتقدات الراسخة أن العمل باب كَبِير للرزق فينهض ولديه مشاعر جيّدة ويكوّن سلوكه لَبْس الملابس والذهاب للعمل . أذاً حتّى السلوك البسيط يكمن خلّفه أفكار ومعتقدات ومشاعر عميقة قَد لا تَكُون واضحة ولكنّها المحرك للسلوك ... إلى هنا نجد الموضوع واضح ولا يحتوي على أي غرابه ولكنّ وبعد هَذَا العرض مَاذَا إذا كان الإنسان يتصرّف عكَس معتقداته لنأخذ مثال لأحد أطباء القلب لديه كلّ القناعات والمعتقدات بخطورة التدخين ولكنّنا نجده يدخن بشراه ... مثال آخر قاضي لديه كلّ معتقدات العدالة والإنصاف ومعتقدات دينيّة كثيرة وقد تَكُون المعتقدات الدينيّة في وجْهَة نظري مَن أكثر المعتقدات صلابة ... ولكنّنا نجدة يسرق أو يتعمد الظّلم وينسف بذلك كل المعتقدات والثوابت ..! مثال آخر رجل يحب زوجتَه وأطفاله ولديه كل المعتقدات والثوابت الخاصة بالأسرة والحّب والثوابت الدينية ايضاً ونجدة علَى علاقات محرمة ...! ألم أقل لكم أن الإنسان مخلوق عجيب ...!

مؤكد أن جَمِيع الحالات السابقة قَد نجدها بالمجتمع وهي تناقضات لدى الشخص نفسَه قبل أن يلاحظها الغير ... الأكثر غرابه مَن ذَلِك أن جَمِيع السلوكيات السابقة الذكر يتّبعها في الغالب مشاعر ندم وحزن أي مشاعر منفرة وَمَع ذَلِك نجد تتكرر .... أليس ذَلِك مدعاة للتعجب ؟

أخيراً رسالة عابرة مرت بجوالي تقول " تخيل لو كَانت حياتك فلماً سينمائيا سوف يعرض بكل تفاصيله فهل توافق علَى عرض هَذَا الفلم للجميع " مؤكد أن هذه الرسالة ستجعلكم تفكرون هل سوف أوافق أم لا فهنالك الكثير يَستحق وهُناك ما يجعلكم ترفضون حتّى أن تشاهدوه بمفردكم ، لا تتردوا فجمعيناً لدينا ما تخفيه أحياناً فنحن بشّر ولا تغترون لتلك السير الذاتيّة الّتي ملاءة المكتبات فهي منتقاة وقصها مقص الضّمير .

ختاماً التناقضات سمة بشريه ولكنّ وجودها بكثرة يستوجب مِنْك خطوتين مراجعة معتقداتك فَقَد يَكُون هُناك تغيّر فِيهَا ... والثانية تنبيه الضّمير فَقَد يَكُون غافٍ.

زبدة الْكَلام ( الضّمير هُو الصدّيق الّذي يحذّرنا قبل أن يحاكمنا القاضي (
بواسطة : ماجد الهذلي
 0  0  13.4K