متى نُشبع الناس في بيوتهم
بعد أيام يَهُلُّ علينا هلالُ رمضان المبارك ، وفي رحابه تنبسط نفوس الصائمين بألوان كثيرة من الخير والبر ، يعيش الناس فيها أياماً طيبة حافلة بالنور والضياء ، ومن أبرزها ماعرف في السنوات الأخيرة من موائد الإفطار التي نراها في أغلب المساجد ، وفي بعض الميادين ، يتحلق حولها الصائمون ، ينعمون بأطايب الطعام ، وهذه الموائد قد عرفت باسم ( إفطار صائم) .
هذه الظاهرة قد نتفق على إنها جميلة وراقية ، ( إفطار صائم) يبتهج لها الصائمون بكافة طبقاتهم في شهر رمضان المبارك ، إلا أنه وكعادة إبليس (لعنه الله) مع كل عمل يعمله ابن آدم ينزغ فيه نزغتان ، إما إفراط أو تفريط ، فقد يكتنف هذه العادة الطيبة والراقية من الإسراف والمباهاة وعدم الاحتياط خاصة في هذا الزمان مايجعلها قد لا تحقق كثيراً من المصالح إن لم تكن سبباً في فتح أبواب من المفاسد ، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها ، فكل زمان له ما يتوافق مع طبيعته .
ولنسأل أنفسنا بعض الأسئلة:
1. هل تحقق هذه الموائد الغاية المرجوة لهؤلاء المحسنون من إقامتها؟
2. هل يستفيد منها أهل الحاجة فقط ؟ أم أنه يغشاها من يستحق ومن لا يستحق ؟
3. مانصيب النساء والأرامل منها ؟
4. ما نصيب الفقراء الذين يقعدهم الحياء واستبقاء الكرامة عن غشيان هذه الأماكن العامة والعارية؟ والذين وصفهم الله تعالى بقوله ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا) البقرة 273 .
5. هل الأكل والنوم عورتان يجب سترهما؟
6. هل بيننا فقراء من أبناء جلدتنا قد يكن قريب أوجار أو صديق لم نلقي لهم بالاً ، أو بالأصح لم نلتفت لهم؟
7. هل الأقربون أولى بالمعروف؟
ختاماً :
ألا يمكن أن يكون هناك بديل عيني في صورة (مبلغ من المال) يذهب إلى هؤلاء المحتاجين ونشبعهم في بيوتهم ؟.
بدلاً من صرف تلك الأموال الطائله التي قد لا تتماشى مع هذا الزمن ، وأيضاً قد لا تحقق ما يجب في هذا الشهر الكريم .