نحن والعالم إلى أين الحزء الثاني
ففي الواقع، يتعارض مشروع توحيد العالم تحت قيادة واشنطن بشدة، مع ما حققته شعوب العالم، من ذاتيات خاصة وطنية وقومية، ودينية، وعرقية... فجميع هذه القوى التاريخية، مجمدة أو كتوفة الحريه منذ زمن طويل، بتوازن الرعب، وبأنها اليوم تنطلق من جديد بما يشبه السيل الجارف في بداية القرن الحادي والعشرين.
ولا تبدو الأمم المتحدة، التي أسست على إثر تبعات الحرب العالمية الثانية، مثلها مثل جميع المؤسسات الدولية، فلا تبدو أنها قد تكيفت مع هول وعنف الهزات الجديدة التي تصيبها. وهنا أيضاً، فقد انهار الأمل بعالم أكثر عدلاً، يُحْكَم من قبل منظمة الأمم المتحدة بتناغم واحد، لقد سقطت. خاصة بعد الفشل في الصومال وفي أنغولا، وفي البوسنة والهرسك، وفي رواندا، وأخيراً دول الشرق الاوسط وليس آخيراً، في تفرد الولايات المتحدة بشنها الحرب على العراق واحتلال أراضيه ونهب خيراته، والقضاء على قيادته الشرعية وكنوزه التاريخية، دون إذن من مجلس الأمن، ورقة التوت، التي تستر بها عوراتها بعض الأحيان.
أما في نطاق الأمم المتحدة، فإن ألمانيا واليابان لا تخفيان طموحاتهما بعد سنيّن التمهل والصبر، حيث ترغب كل منهما بمقعد العضوية الكاملة في مجلس الأمن، وبالطريقة نفسها، كالولايات المتحدة، أو روسيا، أو المملكة المتحدة، أو فرنسا، أو الصين. ويعتبر هذا، البعد السياسي الذي ينقصها، كقوى اقتصادية عظمى، في آخر الأمر، حيث يعترف الجميع لها بذلك.
لقد بدأت فكرة إعادة إصلاح منظمة الأمم المتحدة (التي سبق ان كتبت عنها انها حبر على ورق ) بالظهور منذ زمن طويل، ثم برزت تحت نشاط جديد، مع نهاية الحرب الباردة واختفاء الاتحاد السوفياتي، وكذلك مجمل ما كان يسمى بالكتلة الاشتراكية، هذه الفكرة، شكلت أحد الدوافع الرئيسة ومحركها في حياة المنظمة الدولية، خلال العديد من العقود الزمنية. وأصبحت المشكلة اللافتة للنظر، والمطروحة هي التخلي عن "سياسة حق النقض" (الفيتو)، الممارسة من قبل القوى الخمس الكبرى، والتي كانت تتسبب في شل عمل منظمة الأمم المتحدة زمناً طويلاً.
فهناك المئات من النزاعات المسلحة الرئيسة التي تفجرت في جميع أنحاء العالم، والتي تسببت بأكثر من 20 مليون قتيل، منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة، منذ عام 1945 كما يؤكد، بطرس بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. قد وقفت الأمم المتحدة عاجزة أمام معظم هذه الجرائم، بسبب حوار النقض والذي استخدم 286 مرة، حتى نهاية عام 2002 الذي يستخدم في معارضة مجلس الأمن، لأي قرارات، لا تتفق مع مصالح أو استراتيجية إحدى الدول الخمس المتمتعة بذلك القناع الزائف، أما وقد انتهت الحرب الباردة، فهذا يعني أيضاً وضع نهاية لحق النقض، لكن هيهات. إذ الولايات المتحدة انتهزت الفرصة، بتاريخ 31 مايو عام 1990، بشكل سمح لها التسلط بفظاظة على مجلس الأمن، وبالتالي سعت لتحقيق كل ما ترغب، تحت غطاء وتوصيات منظمة الأمم المتحدة، فشنت حربها الأولى على العراق وحققت جزءاً من طموحاتها، في عام 1991، ثم ومع تجاوز مجلس الأمن، لا بل تجاهله، وبعجرفة عجيبة، قامت من جديد في عام 2003 بغزو العراق واحتلاله.وكما تفعل روسيا الان لاحتلال وتدمير وتهجير وقتل في سوريا
أما بشأن التبدلات المحتملة في نطاق ذلك المجلس الذي تعرض للإهانة، وأصابه الضعف، فهل حان الوقت لأن تحتل بعض القوى الكبرى ديموغرافياً، والتي هي، من جهة أخرى، يمكن اعتبارها قوى إقليمية مثل: الهند، البرازيل، المكسيك، نيجيريا، مصر هل من حقها أن تحتل مكاناً كعضو دائم في نطاق مجلس الأمن، بحيث يعكس صورة للوجه الحقيقي للعالم، وبشكل يؤدي إلى نتائج مفيدة لجميع الشعوب، وكذلك الأمر في المجال الاقتصادي "صناعات الاتصالات التي يمكنها أن تصبح قاطرات للاقتصاد منذ مطلع الألفية الثالثة"، كذلك في المجال الاجتماعي "انفساخ وتململ جديد بين الأغنياء والفقراء"، وبين بلدان الشمال، وبلدان الجنوب.
لم يعد المجتمع العالمي يرى المستقبل، بوضوح، في المرآة الجوسياسيه. ويبدو أنه أصبح مسكوناً بحس الجوع والبطالة، مسيطراً على براثنه التردد، ومصاباً بصدمة التطورات التكنولوجيات الجديدة والمذهله، مشوشاً نتيجة العولمة الاقتصادية، وشكلت هاجساً مقلقاً بسبب تلوث البيئة، ومثبط للهمم والعزائم بشكل قوي، نتيجة الفساد المتسارع. يضاف إلى ذلك تزايد (الحروب العرقية) المنتشرة بين هذه المجتمعات، واكثر من ينتهج هذا الدور الفشيك المعتقديه هي الدوله المحوسيه ايران مما يثير نشر الفوضى الطائفية وماتسببه لشعبها من الجوع والآلام وقتل الضمير والإحساس بالقهر والغبن.
في هذا الظرف المظلم، ما هي مسؤولية الثقافة؟ هل تبقى الولايات المتحدة أيضاً المرجع في هذا المجال، وكذلك الطليعة في ثقافة الجماهير، حيث يتعلق الأمر، في الرياضة، وفي الموسيقى العالمية، وبسلسلة الأقنية التلفازية وبالمسلسلات، والبرامج الإعلامية، أو بالمتنزهات وأماكن التسلية. فقد استقبل الطراز الثقافي في الولايات المتحدة من قبل التجار، ولهذا، فإنه انزلق إلى التوافه والإثارة والسوقية حتى وصلت لنا في ابشع مخرجاتها.
فهل يستطيع المبدعون أن يغضوا الطرف عما يحدث؟ وهل يستنفر المثقفون لتجنب أن تظلم الحضارة الارثيه، مع بداية الألفية الثالثة، في بحر الفوضى؟.
هذا ما ستجيب عنه الشعوب في مختلف بقاع العالم وخصوصا الشعوب العربية التي بدأت تنتفض من سباتها العميق وأخذت تنكب في سلسلة من الثورات الثقافية وكذلك الإطاحة برؤوس النظام الفاسد والحكام الجبابرة وأتباعهم بدءا من تونس فمصر فاليمن وسوريا إلى ما لا نعلم منتهاه،
نحت لاندعي المثاليه لكن ثوابتنا قويه بشرع الله القويم وبقيادة سلمان الحزم والعزم والحكمة وصقر الرؤا المذهله لكل العالم لنعتلي المجد برؤية محمد ، وعزم شعب همه القمه ولا بديل عنها الا ان نكون كما قال خالد الفيصل في الصف الاول
وطني وان عاقوا طريقك مرة ..........
فالذئب يحسن صيغة الافلامي
وطني سأكتب في السجل شعارنا ...
تحيا الشعوب وتسقط الاقزامي
*محلل السياسي الخبير الاستراتيجي