كلام صالح للنشر.. غير صالح للشعر
سؤال يتبادر إلى الذهن دائما .. هل كل ما ينشر في الصحف والمطبوعات الشعبية من شعر يستحق .. هو النشر *ام مجرد كلام منظوم: قد يبدو هذا التساؤل قديما ومستهلكا وتقليديا .. ومادفعني للكتابة عن هذا الموضوع ليس لأنني من هواة طرح المواضيع المستهلكة.. لكن بسبب حديث دار بينى وبين بعض الناشرين بالصحف بتوقيع شعرا بداية الحديث كانت مأخذهم عليه هو نشر قصائد شعراء غير معروفين إعلاميا .. بالإضافة الى *اهتمامي *بنشر بعض قصائد الشعراء الراحلين لأن دواوينهم متوفرة لمن أراد، وكان الأولى حسب رأيهم استغلال هذه المساحة للشعراء المعاصرين أو بالأحرى المعروفين.. فقلت لهم: ما يستحقون النشر بالفعل من المعاصرين ننشر لهم.. أما قصائد الشعراء الراحلين فهي تقدير.. وتنوير.. كي يقتدى بهم ويتعلم منهم الشعراء *الجدد .. وكان ردهم: نحن الأفضل لأننا *نشرنا في الصحف أكثر منهم .. وحظيت صورنا بأغلفة الصحف أكثر منهم. . فقلت لهم: هناك فرق بين الكم والقيمة.. فمثلا شعبان عبدالرحيم وعمر دياب وزعوا شرائط أكثر من أم كلثوم وعبدالحليم ومحمد عبده ..!
قالوا من الآخر *راحت عليهم وشعرهم قديم لا العصر.. وعرضوا علينا نجوميتهم الزائة وجديد قصائدهم.. وبعد أن سمعت جديدهما قلت لكلاهما : صح لسانك.. هذا كلام جميل صالح للنشر.. غير صالح للشعر.. استشاطوا غضبا .. وقالوا : *مطبوعتك *فاشلة.. لا تقدم شعراء وتقوم على المجاملات. .! عندها تذكرت
- عندما أصدر الفيلسوف الألماني شوبنهاور
كتابه «العالم كإرادة وفكرة» تلقاه القراء بفتور.. ولا مبالاة.. وسمع شوبنهاور أحد النقاد يطعن في الكتاب أمامه، فقال له: إن هذه الكتب مثلها مثل المرآة، فإذا نظر فيها حمار فلا يتوقع أن يرى وجه ملاك.