المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
محمد بالفخر
محمد بالفخر

ما بين المذياع والانترنت

في العقود الماضية وقبل عصر الانترنت والفضائيات كان المذياع هو الوسيلة الوحيدة للتواصل الثقافي والمعلوماتي بين الشعوب وأهم وسيلة للترفيه وتمضية الوقت.

وتتعدد البرامج عبر الأثير من إخبارية وسياسية وثقافية وفنية وغيرها وكانت الأصوات المجلجلة المدغدغة للعواطف والناشرة للأوهام الكاذبة تتصدر المشهد الإعلامي وكذلك بعض الكتاب في الصحف المحدودة والتي لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة هم كذلك يمثلون النموذج المقروء ل (احمد سعيد)

ثم جاء عصر التلفزيون والقناة الواحدة التي تختزل رغبات الحاكم وما يريد أن يوصله للشعب وما يخطط لتربية العامة عليه وقام التلفزيون بدور السحر بل وأشد في توجيه الناس نحو الأهداف المرسومة لهم

واستطاعت تلك الأصوات وتلك الأقلام التأثير في وعي البسطاء من العامة وممن لا يتمتعون بالحصانة الفكرية التي تتفحص الغث من السمين وتميّز الضار من النافع وهكذا عاشت الشعوب التمزق والتفرقة واقعا وسُميت تلك وحدة واتحادا وتعاونا وتضامنا
وعاشت الذل والهزيمة على يد الأعداء التاريخيين للأمة وتم تسميت ذلك بالنكسة تخفيفا ليستمر العيش مع الوهم واما الفشلُ الذريع فقد اسموه إنجازات، وتعايش الناس مع عصر الدكتاتوريات والقمع والسجون وتكميم الأفواه على أن ذلك جزءا من الأمن القومي وحفظا للاستقرار وهكذا ما تبقى من الوقائع والأحداث التي عشناها،

ومع الوصول الى عصر التكنلوجيا والانترنت والفضائيات وبرامج التواصل الاجتماعي التي لم يكن لنا دورا في صناعة هذه النهضة وانتاجها سوى اننا اصبحنا مستخدمين لها وربما ليست بالطريقة المثلى في غالب الأحيان فالفضائيات والصحافة الإلكترونية والمقروءة استخدمت نفس النمط القديم ولكن بمشاركة اكبر وبوصول الى عدد اكبر من المستهدفين وكثر الكتّاب والمحللين السياسيين وكثير منهم يدور في دائرة صناعة الوهم والكذب المفضوح بعد ان تخلى عن المنطق والعقلانية وارتهن للارتزاق الواضح لهذا الحاكم او لتلك الدولة او ذلك التيار،

وحتى بعض المتلقين من المشاهدين والقراء هم أيضا دخلوا الى دوائر التعصب والحب الأعمى والكراهية المطلقة فلا يشاهدون او يقرأون الا لهذا او ذاك مما تهواه أنفسهم وممن يتوافق وفق رغباتهم واهوائهم

وانّا وان كنا نغفر لشعوب القناة الواحدة والصحيفة الواحدة التي كانت تتبع الحاكم وتسوق للمتلقي ما تشاء فلا عذر اليوم لشعوب تستخدم نعمة الأنترنت لملاحقة المواقع الإباحية وتستهلك وقتها في مشاهدة الانحراف وتتبع قصص الساقطات وتركت البحث عن المعلومة وملئ العقل بما يفيد وبقيت مصادر الحاكم هي الوسيلة الوحيدة لشعوب الواق واق تستقي منها الاخبار،

وتطورت أساليب الحكام في الضحك على الشعوب تبعا لتطور الزمن ووسائل إيصال المعلومة فصارت رسائل الواتس ومنشورات الفيس وتغريدات التويتر وغيرها تعيث في فكر الناس فسادا وجُنّدَ لهذه المهمة المقيتة آلافا من الكتاب والمفسبكين يتولون كِبَر الكذب والدجل وبقيت عقلية المواطن العربي رهينة ما اريكم الا ما أرى تتلقى تُرهات من هنا وهناك وتقوم بدورها وبجهل وحماقة لنشر تلك الاقاويل

ومما يؤسف له حقا أن تشن الحملات ويستمر القدح في الأقلام التي تشذ عن السرب وتحاول أن تحرك عقول الناس للبحث عن الحق فتمنع ان تقول رأيها او تفرض عليها كافة أنواع الحظر من قبل من يدير المشهد العام او اتباعه،

ولهذا لا غرابة ان تغيب بعض الآراء بعد ان ضاقت بأصحابها الأرض بما رحبت.

خاتمة شعرية

للشاعر احمد مطر

مرّةً فكّرتُ في نشرِ مقال

عن مآسي الاحتِلال

عن دِفاعِ الحَجَرِ الأعزَلِ

عن مدفَعِ أربابٍ النضال

وعنِ الطّفلِ الّذي يُحرَقُ في الثورةِ

كي يَغْرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ

قَلّبَ المَسئولُ أوراقـي، وَقالْ:

اجتنب أي عِباراتٍ تُثيرُ الانفِعال

ما كُلُّ الذي يُعرف يا هذا يُقـال!
بواسطة : محمد بالفخر
 0  0  14.4K