لغة الأدب .. والطوابع المحلية
لقد شرف الله اللغة العربية اذ شاء لها ان تكون لغة القرآن الكريم ، وقد كان ! القرآن الكريم هو سر بقاء اللغة العربية وخلودها واستطاعت اللغة العربية ان تحفظ لنا التراث العربي بكل مضامينه الفقهيه والفلسفية والأدبية والعلمية ، بل كانت عاملا مهما في حفظ تراث بعض الامم الاخرى ، فالتاريخ ينقل لنا ان اليونانيين - بعد ان اكتفوا ضياع كثير من اصول كتبهم - اضطروا الى نقلها من الترجمات العربية لهذه الكتب ولولا هذه الترجمات العربية لضاع هذَا التراث اليوناني الى الأبد ولأن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم دستورنا الخالد عقيدة وفكرا ونظاما ومنهاج حياة ، ولأن اللغة العربية عاشت حافظة لمعطيات الفكر والحضارة ، ولأن اللغة العربية ـ كما يقرر علماؤها قديما وحديثا ـ تتمتع بالثراء الواسع في مفرداتها وتتمتع بالمرونة والقدرة على التعبير عن المعطيات الحضارية والتقنية ، لكل هذه الحيثيات كان علينا ان نلتزم العربية الفصيحة في الكتابة والخطابة والتعليم ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئيه واعني بها العربية السهلة الواضحة بعيدا عن التقعر والاغراب والتعقيد ، وبذلك لن يستعصي فهمها على أحد حتى رجل الشارع وانصاف المتعلمين ولا ينال من قيمة العربية استخدام بعض المفردات او القوالب الشائعة ويعتقد بعضهم انها عامية مع أنها في الاصل فصيحة او يمكن ردها الى العربية الفصيحة كالقوالب التي تعتمد على ظاهرة ( النحت) التي تعني ضغط عدد من الكلمات في كلمة واحدة
ايش : أي شيء ؟ اشمعنى ( ايش معنى؟) أي : اي شيء يعي كلامك أو فعلك هذا ؟ ويمكن استخدام هذه العبارات فى الادب الابداعي وخصوصا القصص والحوار ، على اننا يجب ألا نتوسع في هذا الاتجاه ومن البدهيات النقدية ان الأدب هو مرآة العصر ومرآة الامة التي تعكس اخلاقها وعاداتها وتقاليدها وابعاد حياتها الفكرية وانماط معانيها ومن ثم لا يكون الادب أدبا تتوافر له المصداقية الا اذا كان محليا عليه بصمات البيئة التي نشأ فيها ، طبعا مع اعترافنا بما بين اداب اللغة الواحدة من ظواهر وطوابع مشتركة ، وما في الابداع من سمات انسانية عامة .
وأقول باطمئنان ان مصداقية المحلية ومعالجة مضامينها وابعادها بفنية راقية تضمن للابداع الطريق الى العالمية