نحيا و ننسى
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)سورة ال عمران
أيه لخصت كل شيء حقيقة نؤمن بها و نجزع منها و تأخذنا الحياة و تشغلنا بالأمل و تصفعنا حقيقة الموت عندما نفقد عزيز وننام ونصحى على نعمة النسيان وتستمر الحياة ونحضر مناسبة سعيدة ومناسبات كثيرة تنسينا أننا كلنا على موعد مؤكد لرحلة مفاجئة لايسمح بها بنقل أي أمتعة رحلة تحلق فينا بلى بطاقات صراف ولاكروت إئتمان رحلة لايوجد فيها معانا سوى حساب بنك إما ممتلئ أو فارغ حساب من إدخاراتنا من وقتنا لعبادات مفروضة ففي هذة الرحلة نتجرد من المال الألقاب المناصب ولا يبقى سوى الأعمال سعدنا أن صلحت وتعسنا إن طلحت.
أفكر في حالنا عندما يكون عندنا إجتماع عمل مهم ساعات وساعات من التحضير لنكون جاهزين لأي سؤال ملمين بكل ما نقول ويقال.
و ممكن بلحظة ولأي سبب يصدر قرار بأن يقال أي منا من منصبه دون تقدير لتعب وسهر وبصلواتنا ضحينا أو أخرنا و لم يقدر أصحاب العمل كل عملنا فنحزن ونكتئب ونتحسر وننسى أن رب الأرزاق لن يخذلنا.
فأتذكر قول سيد البشر والمرسلين.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله علية وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: ((أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا))؛ متفق عليه.
وحالنا عندما نستعد لمناسبة سعيدة أو غير سعيدة تبداء التجهيزات و الإستعدادات على قدم وساق من ملبس ومأكل ومكان لائق ونلهو في كل شيء وكأننا خالدين مخلدين سعينا في الحياة ولهثنا وراء متاع ليس لنا أصلا نتباهى بما لانملك وننسى ما كلنا أكيدين أننا سنمتلكه نزين بيوتنا بأجمل الديكورات وإقامتنا فيها مؤقتة و ننسى أن نزين المسكن الذي سنسكن إليه بعد طول صراع في الحياة من أجل كل شيء و سنحصل على لا شيء عندما تحط رحالنا و تنتهي رحلتنا.
لست بواعظة ولا زاهدة ولكن أنظر لحالنا أتعجب من حكمنا على بَعضُنَا البعض نصبنا أنفسنا قضاة حكمنا على الأخرين من خلال مظهرهم بمن له الجنة ومن مصيره النار تدخلنا في علاقة الناس بربهم دون أن نعرف ما بينهم و بين الله من خبية.
ولكن لا أقول سوى اللهم علق قلبي بحبك و عباداتك و كرهنا في المعاصي ونور قلوبنا وقبورنا بالقرآن و أشرح صدورنا بالإيمان ولا تجعل الدنيا اكبر همنا و حين تنتهي رحلتي في هذه الدنيا أن تكون أخر لحظاتي أثناء عبادة وعلى شهادة ولا تثقل في الأرض وحبب في عبادك وأجعلني من المصلحين والصالحين .
آمين يا رب العالمين