إلى عموم المسلمين وعلمائهم ودعاتهم في أنحاء العالم
علي السبحاني :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فلا يخفى على أحد منا ما يمر به إخواننا المسلمون الروهنجيون في دولتهم المحتلة (أراكان) من ظلم واضطهاد وقتل للأرواح، وتدمير للممتلكات، وتخريب للمنازل والمزارع، ومصادرة للمواشي والأموال، واغتصاب للفتيات، واعتقال للشباب والشيوخ، وتهجير من القرى والديار؛ كل تلك الممارسات والجرائم البشعة يمارسها ضدهم البوذيون بتأييد سري غالبا، وعلني أحيانا من قبل الحكومة الميانمارية، وأمام مرأى ومسمع العالم من الحكومات والدول العظمى دون أن تكون لها وقفة جادة لوقف ذلك العدوان الصارخ.
وفي ظل هذه الأزمة الخانقة التي يمر بها إخواننا المسلمون الروهنجيون بدأ الأعداء من الشيعة والكفار يخططون لاستغلال موقفهم في نشر عقائدهم بينهم، والتشكيك في الدين الذي يعتنقونه واعتنقه أجدادهم منذ القرن الثاني الهجري؛ فكان لبعض الدول الشيعية عدة تصريحات وبيانات ومواقف تظهر فيها تعاطفها معهم، واستنكارها للظلم الذي يمارس ضدهم، واستعدادها التام لدعمهم وإغاثتهم والسعي لنصرتهم؛ وكل ذلك تهدف من ورائه إلى استعطافهم وتحسين صورتها أمامهم، وترويج دين الشيعة وعقيدتها بينهم هناك بأراكان؛ هذا بالنسبة لمخططات الشيعة.
وأما الكفار، وبخاصة النصارى منهم؛ فقد بدأت مخططاتهم لاستغلال وضع مسلمي الروهنجيا في تنصيرهم ونشر عقائدهم بينهم، والتشكيك في دين الإسلام الذي يتمسكون به، لكن ليس بأراكان، وإنما بمخيماتهم التي لجؤوا إليها بشمال الهند؛ حيث جاءهم شخص يدعى (أندريو) يختلف عنهم في اللون والطول والملامح، وشكله أشبه بالغربيين، وكان قد تعلم لغتهم الروهنجية؛ فيقوم بزيارتهم في المخيمات ومقابلتهم مدعيا أنه إعلامي جاء يوثق مآسيهم وأوضاعهم المزرية والتعرف على حقيقة قضيتهم المنسية؛ لينقلها إلى العالم، وكل مجموعة يقابلهم يسلم لهم جهازا صوتيا (MP3) سجلت فيه معلومات خاطئة ومغلوطة عن دين الإسلام، ودعوة صريحة إلى المسيحية، ومما سجل فيه: " أن المسيح عيسى – عليه السلام – هو إله يجب الإيمان بألوهيته، وأن من كفر بألوهيته فإن مصيره جهنم".
يا من يغار على دينه وعقيدته وإخوانه المسلمين، هل يرضيكم ما يحصل بإخوانكم هناك؟ هل يرضيكم أن تسلب منهم عقيدتهم، ويعتنقوا دينا غير دين الإسلام؟!!
إنه لا بد لكم من الوقوف مع إخوانكم الروهنجيين بأراكان وبمخيمات بنغلاديش وتايلاند والهند، وبخاصة في الوقت الراهن، زوروهم هناك، وقفوا على حقيقة مأساتهم وأوضاعهم العصيبة، وعلموهم أمور دينهم التي يجهلونها ويحتاجون فيها إليكم ليسألوكم عنها، وحذروهم من المشاريع التنصيرية والصفوية، وحثوهم على الصبر والمصابرة والاحتساب حتى يأتي نصر الله .. وهنا لا ننسى دور بعض الدعاة وفاعلي الخير الذين زاروهم هناك في المخيمات، وشاهدوا الأوضاع المأساوية بأنفسهم، وقدموا لهم الإغاثات والمساعدات، ومن ضمنهم الداعية الكويتي المعروف الشيخ نبيل العوضي، والمشرف العام على مركز وموقع المحتسب الشيخ عبد الله الوطبان؛ فلهم جزيل الشكر وخالص الدعاء على مواقفهم، وننتظر بقية العلماء والدعاة أن يقتدوا بهم ويحذوا حذوهم؛ ليشاهدوا بأعينهم حجم المعاناة والمأساة التي فيها المسلمون هناك، ونرجو ألا يكتفوا بسماع الخبر؛ لأن الخبر ليس كالمعاينة.
فاتقوا الله فيهم ما استطعتم – أيها المسلمون -، واستيقظوا وتحركوا قبل فوات الآن، وإلا يُخشى أنكم ستعضون أصابع الندم حين يقولون: (الله ثالث ثلاثة)! حين يقولون: (المسيح ابن الله)، و(المسيح هو إله يعبد)، وحين يتشيعون ويلطمون خدودهم ويضربون على صدورهم ويقيمون الحسينيات ويقولون (يا علي .. يا حسين)! وينتظرون خروج مهدي الشيعة من السرداب، وعند ذلك لا تلوموهم، بل لوموا أنفسكم، وإن كان ذلك لا ينفع شيئا بعد أن وقعت الفأس في الرأس!!
أسال الله أن ينصر إخواننا الروهنجيين على البوذيين، ويحفظهم من كيد الكفار وشرهم، ويرفع عنهم ما فيه من البلاء والمحنة، ويرزقهم نعمة الأمن والاستقرار في بلادهم أراكان، وأن يوفقنا جميعا للقيام بنصرتهم ماديا ومعنويا قدر الإمكان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
رئيس القسم العلمي بوكالة أنباء الروهنجيا