.... من الماضي الجميل. ...
اسرد إليكم قصة منقوله لأناس كرماء شجعان عجنهم الوفاء وعركهم الزمن فعلمهم النبل والايثار ..
إليكم القصة
إيثار وعزة نفس رغم قسوة الظروف
يروي لنا الوالد شداد حفظه الله قصة وقعت لجدي هليل بن هدهود رحمه الله يقول الوالد:
احتاج أهل جدي رحمه الله الزاد وأوشك طعامهم على النفاد فأرسل شخصاً للمدينة المنورة ليشتري لهم طعام وزاد ومؤونة، وكان ذلك يحتاج إلى وقت طويل لبعدهم عن المدينة ، فتأخر الشخص المرسل وانقطعت أخباره والطعام بدأ ينفد ، فأوصى جدي على أهله من يرعاهم حتى عودته، فركب ذلوله وتوجه للمدينة ليمير أهله ويأتي بخبر عن مرسوله ، وليس معه مايأكله، حيث أن الطعام الموجود قليل فتركه لأولاده، وكان بينه وبين المدينة مسافة يومين ، غربت عليه الشمس بمكان خالٍ ، وبات طاوياً لم يأكل شيئاً، فلما أصبح ركب ذلوله وواصل رحلته وفي عصر اليوم الثاني قابلته قافلة مع الطريق وبها شخص يعرفه فسأل جدي عن أحواله وأخبره بخبره، فسأله الرجل أين بات البارحة فقال جدي: بت خالياً، فقام الرجل وأعطى جدي شيء يسير من التمر، فقام جدي وصرّ التمر في كمه وركب ذلوله وواصل سيره، يقول: أردت أن آكل من التمر بعد ماسرت في الطريق قليلاً فرأيت شبح شخص على الطريق يقوم أحياناً ويجلس مرة أخرى، يقول: فتركت التمر حتى وصلت هذا الإنسان، فوجدت إمرأة قد عصبت بطنها بحبل من نهاية ضلوعها حتى أسفل بطنها، فوقفت عندها وسألتها عن وجودها هنا، فقالت: ياخوي ضائعة لي حمير وأسأل عنها، هل رأيت مع طريقك شيء منها؟ يقول فقلت: لم أر شيء لكن تعالي يابنت الأجواد ، يقول: فوقفت المرأة بجانب الذلول وقلت لها افردي جز من مسفعك ، ففتحت كُمّي وأنا راكب على ذلولي ونثرت التمر بمسفعها وتركتها وواصلت مسيري ولم أذق تمرة واحدة .
يقول أبي شداد : أن جدي رحمه الله رحمة واسعة رجع من رحلته ولم يخبرنا بشيء مما جرى له في الطريق ، ومرت السنين وجاء ربيع في الأرض التي بها المرأة ، يقول الوالد فنزلنا بها وجاورونا فريق من قبيلة بني رشيد، يقول فإذا إمرأة كلما لمحت جدي رحمه الله ترمقه وكأنها تتعرف عليه ، فسألها جدي وقال لها أنتي ياجارتنا كأنك تتعرفين عليّ، فقالت : نعم ، ألست صاحب الذلول الذي وجد إمرأة عاصبة بطنها على الطريق بالمكان الفلاني وأعطيتها تمر كنت صارّه في كمّك؟ فقال جدي: نعم يا أختي أنا ذلك الرجل. فقالت: هل تعلم أنك سبب انقاذي وأطفالي من الهلاك؟ لقد هبط أبو عيالي المدينة ونفد كل ما لدينا من الطعام ولما أيقنت بالموت سحبت نفسي للطريق ، والله ماكنت مضيعة حمير ولاشيء وماجاء بي إلا الجوع واستحيت أن أشرح لك حالتي وحالة عيالي. فجزاك الله عنا خير الجزاء.
يقول أبي شداد أن والده جدي لم يخبرهم بما حصل في طريقه حتى كشفت لنا هذه المرأة عزيزة النفس وكريمة الخلق تلك التفاصيل.
عبد العزيز شداد هليل الحربي.
اتسائل..
أين جيلنا من هذه الاخلاق الكريمة؟
أين إعلامنا من إبراز هذه المناقب وترك الغث مما ينشره؟
إليكم القصة
إيثار وعزة نفس رغم قسوة الظروف
يروي لنا الوالد شداد حفظه الله قصة وقعت لجدي هليل بن هدهود رحمه الله يقول الوالد:
احتاج أهل جدي رحمه الله الزاد وأوشك طعامهم على النفاد فأرسل شخصاً للمدينة المنورة ليشتري لهم طعام وزاد ومؤونة، وكان ذلك يحتاج إلى وقت طويل لبعدهم عن المدينة ، فتأخر الشخص المرسل وانقطعت أخباره والطعام بدأ ينفد ، فأوصى جدي على أهله من يرعاهم حتى عودته، فركب ذلوله وتوجه للمدينة ليمير أهله ويأتي بخبر عن مرسوله ، وليس معه مايأكله، حيث أن الطعام الموجود قليل فتركه لأولاده، وكان بينه وبين المدينة مسافة يومين ، غربت عليه الشمس بمكان خالٍ ، وبات طاوياً لم يأكل شيئاً، فلما أصبح ركب ذلوله وواصل رحلته وفي عصر اليوم الثاني قابلته قافلة مع الطريق وبها شخص يعرفه فسأل جدي عن أحواله وأخبره بخبره، فسأله الرجل أين بات البارحة فقال جدي: بت خالياً، فقام الرجل وأعطى جدي شيء يسير من التمر، فقام جدي وصرّ التمر في كمه وركب ذلوله وواصل سيره، يقول: أردت أن آكل من التمر بعد ماسرت في الطريق قليلاً فرأيت شبح شخص على الطريق يقوم أحياناً ويجلس مرة أخرى، يقول: فتركت التمر حتى وصلت هذا الإنسان، فوجدت إمرأة قد عصبت بطنها بحبل من نهاية ضلوعها حتى أسفل بطنها، فوقفت عندها وسألتها عن وجودها هنا، فقالت: ياخوي ضائعة لي حمير وأسأل عنها، هل رأيت مع طريقك شيء منها؟ يقول فقلت: لم أر شيء لكن تعالي يابنت الأجواد ، يقول: فوقفت المرأة بجانب الذلول وقلت لها افردي جز من مسفعك ، ففتحت كُمّي وأنا راكب على ذلولي ونثرت التمر بمسفعها وتركتها وواصلت مسيري ولم أذق تمرة واحدة .
يقول أبي شداد : أن جدي رحمه الله رحمة واسعة رجع من رحلته ولم يخبرنا بشيء مما جرى له في الطريق ، ومرت السنين وجاء ربيع في الأرض التي بها المرأة ، يقول الوالد فنزلنا بها وجاورونا فريق من قبيلة بني رشيد، يقول فإذا إمرأة كلما لمحت جدي رحمه الله ترمقه وكأنها تتعرف عليه ، فسألها جدي وقال لها أنتي ياجارتنا كأنك تتعرفين عليّ، فقالت : نعم ، ألست صاحب الذلول الذي وجد إمرأة عاصبة بطنها على الطريق بالمكان الفلاني وأعطيتها تمر كنت صارّه في كمّك؟ فقال جدي: نعم يا أختي أنا ذلك الرجل. فقالت: هل تعلم أنك سبب انقاذي وأطفالي من الهلاك؟ لقد هبط أبو عيالي المدينة ونفد كل ما لدينا من الطعام ولما أيقنت بالموت سحبت نفسي للطريق ، والله ماكنت مضيعة حمير ولاشيء وماجاء بي إلا الجوع واستحيت أن أشرح لك حالتي وحالة عيالي. فجزاك الله عنا خير الجزاء.
يقول أبي شداد أن والده جدي لم يخبرهم بما حصل في طريقه حتى كشفت لنا هذه المرأة عزيزة النفس وكريمة الخلق تلك التفاصيل.
عبد العزيز شداد هليل الحربي.
اتسائل..
أين جيلنا من هذه الاخلاق الكريمة؟
أين إعلامنا من إبراز هذه المناقب وترك الغث مما ينشره؟