كيف حالك - يا أنا
يسعد ربي صباحك ومساك (يا أنا) ، بالله عليك هل شعرتي يوماً ما ، كيف الأيام والليالي مضت مسرعة ولَم تسألين عن أحوالي ..
لماذا أنتي هاربة بلا توقف ولا هوادة ، لماذا كل هذا العذاب هل تبحثين عن أنفاسك الغائبة الحاضرة ، أم تبحثين عن أنفاسك القلقة المفكرة في عالم المجاهيل، (أخ منك يا أنا) أشعر وكأن أبوابك مشرعة ، ولكني لا أعلم هل لصفاء الأيام التي تخفي تفاصيلها في جيب المستقبل ، أم للأحلام البراقة ، أم اللأماني الذهبية .
حقيقة لم أعد استوعب ، هل تسكننا حالة من الامتلاء الفارغ ؟ أم حالة من الفراغ الممتلئ لتلك اللحظة التي نبحث فيها عن مرور بين الأيام ؟ أم لتلك الأبواب التي تترك لنا أبواباً خلفها؟ أم لتلك العتمة المضيئة بعناقيد الضياء المسومة بداخلنا.
هل يفي النور لحلمنا؟
هل تمد لنا ملائكة السماء يديها؟
هل تدنو لنا قمم الجبال؟
هل تمهد لنا الطرقات ؟
هل تخضع متاهة العمر حتى نصل؟
يا أنا.. مهلاً رعاك المولى ، لقد بتنا بحلبة صراع كروية كالأرض تستوطننا ، أبوابها كثيرة ربما لم نطرق جلها بعد ، وربما كانت محاولات مضنية لخلع أقفالها المؤصدة على ذاتها وذاتنا ، لماذا لا نقتلع الأبواب قبل أن تقتلعنا المسافة ومهابة الرحلة ، ونترك تلك الأقفال اللامعة بأحلامنا ، التي تكاد تحطم نفسها أمامنا لنعبر ، إلهي كم قفلاً يفصلنا عن الباب الآخير ، وكم باباً قابعاً وراء كل باب نمر به ..
يا أنا.. إلى متى سنظل نحملق في الفضاء ، نبحث بين النجوم ، التي تتشكل بجغرافيا السماء , وكأنها ستقودنا حيث تبتدئ رحلتنا نحو الصعود..
لقد أصبحنا لم نعد نعرف ، هل نقتلع الأبواب أم نغلق الأبواب خلفنا؟ أم أن يوماً ما ستراودنا فكرة العودة لبداية الرحلة ، إنه من المحال والرحلة قد أوشكت على الوصول .
إذاً لم يبقى غير ثقتنا بالله ، فهي غذاء الروح والعقل اللذان نتقوى بهما ، إن كان بات هناك مكان لأنفاسنا.
ختاماً:
يا أنا: لن نبقى حيث كنا , ولن نزال حيث نبقى , فنحن الوجود الأقوى في هذه الحياة ، وسنسير في شوارع المدينة ليلاً ، و في طرقات تحلم أقدام واطئيها بالتغيير ولو بشيء بسيط من أمنياتنا المفصلة على حجم إنسانيتنا .