كُلنا اطباء جلدية

مابين ليلةٍ وضحاها أصبح الأغلبية أطباء جلدية ، لاتكاد تدخل اي موقع من مواقع التواصل الإجتماعي إلا وتجد من يذكر أسباب الجرب وفترة الحضانة وعلامات وأعراض وطرق الوقاية لهذا المرض وكذلك وصف العلاج
فمنهم يصف العلاج بأنواع عديدة من الكريمات او بخاخات أو مبيدات ومنهم من إتجه للأعشاب وللطرق الشعبية وماذا ينبغي عليك أن تأكل أو تشرب ووصفات مختلفة من كل حدبٍ وصوب ، وتعددت طرق واشكال الإرسال فمنهم من كتبها كرسالة نصية او عن طريق نشر الصور ، أوتسجيلات صوتية، أومقاطع فيديو ، بدون سابق إنذار أصبحوا أطباء كلاً يفتي وينصح .
وهناك من أفتى في إحصائية المصابين في المدارس فقال أن 50% من مدارس مكة بها جرب وآخرين قالوا النسبة 75% .
السؤال الذي يطرح نفسه :
إلى متى نشر الإشاعات والإفتاءات وتضليل الآخرين ؟
لماذا لانكتفي بأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة حتى لا تضيع الحقيقة في زخم الأكاذيب والشائعات .
رفقاً بعقولنا فلم تعد تحتمل الكم الهائل من تلك المعلومات الصحيحة والخاطئة، فلم نعد نفرق ايهم صحيح وايهم عكس ذلك ، فلقد إختلط الحابل بالنابل .
رويداً رويدا، أوقفوا تلك الرسائل طالما لستم مختصين ، ولستم متأكدين من مدى صحة ماتنشرون ، دعوا أطباء الجلدية يوضحون كل ماخفي عليكم ولا تضللوا الآخرين ولا تبثوا الرعب والتوتر في قلوب المصابين والسليمين ، قال الله تعالى (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ).
والمقصود هنا بأهل الذكر ، هم أهل العلم .
نعم علينا توخي الحيطة والحذر والأخذ بالأسباب، والأهم أستقاء المعلومة من أهل العلم من مصدرها الرسمي ، لنكون على بينة ، وعلينا أن لا نساعد في نشر المعلومات المغلوطة حتى لا تتسع دائرة التضليل .
فلنعلم ونتعلم أن لكل شخص إختصاصه الذي يفهم فيه ويستطيع إفادتك بما تريد معرفته ، فليس عيباً أن أقول لا أعرف أو لا أدري في أمرٍ أجهله ولكن العيب وكل الخطأ أن أفتي فيما لا أعرف وأضيع الآخرين ، فالطبيب مختص بالتشخيص والعلاج والمعلم مختص بالتعليم والمهندس بالبناء والخباز بصنع الخبز ... الخ
وهناك مثل عامي يقول ( أعطِ الخباز خبزه ولو أكل نصفه ) ، الشاهد هنا أن كلاً يفهم في مجال عمله ويقوم به على أحسن وجه وأفضل من الآخرين الذين ليسوا في نفس التخصص ، بالتالي لا مجال هنا للآراء والنصائح والتي قدتضر ولا تنفع طالما لا تصب في نفس إختصاصك .
وهذا الأمر لا أخص به فقط مرض الجرب ، بل في جميع الأمور الحياتية علينا أن نسأل المعنين فنوجه السؤال لمن يهمه الأمر فقط حتى نصل للجواب الثقة اليقين لا الجواب المشكوك فيه .
مع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية دائماً وأبداً .