المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
سما يوسف - متوفيه رحمها الله
سما يوسف - متوفيه رحمها الله

الرفق لا يكون في شيء إلاّ زانه !

كثيراً مانتفاجأ بين الفينة والأخرى أحداث لم نكن نتعود عليها في مجتمعنا المسالم الذي تعود على ثقافة الإحترام للكبار والعطف على الصغير والتعايش مع الآخر إلى أن ظهرت على صفحات مواقع التواصل من إعتداءات فئة على أخرى ضعيفة .
وقبل يومين سمعنا عن حالة فتاة الجوف وزوجة ابها التي تستنجد وصوت السوط على جسدها .. وأتساءل : هل فقدت الرجولة ؟ وغابت لغة التفاهم والحوار بين الزوجين ومهما يكن نوعية الخلاف لا يحق لهذا من يدعي بأنه رجل يرفع يده ليضرب إمراة . ولماذا هي مستسلمة لهذا العنف ؟
المرأة التي تستسلم لأول صفعة تنتظر الصفعات القادمة ؟ وماهو مصير الأبناء وهم يشاهدون أمهم تضرب بعصا أوتصفع على وجهها أوبكلمات بذيئة .
«إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق»، حديث شريف تذكرته
وأنا أشاهد مقاطع في اليوتوب في مواقع التواصل الاجتماعي وأب يرفع السوط على ولده يضربه لأنه لم يذاكر دروسه وأب يضرب فتاة على رأسها ويحبسها في غرفة مظلمة وزوجة تصرخ وتستنجد
وأسأل نفسي أين الرفق ؟؟ والرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الرفق حتى على الحيوان فكيف بأهل بيته ومن يؤتمن على وصايته ،
كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يُلاطف الأطفال و يُداعبهم وإذا مر بهم توقف ليسلم عليهم ، فكان كثيراً ما يُلاطف أبو عُمير وهو ابن أحد الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ، فكان يقول له يا أباعُمير مافعل النُقير (و النُقير تصغير لاسم طائر يسمى نَقير ) ، وقد مرى رسولنا الكريم - بأبي وأمي - عليه صلاة ربي وتسليمه ذات مرة فوجد أباعُمير حزيناً فسأله رسولنا العظيم عن حاله ، فقال : مات النُقير يارسول الله فجلس بجانبه يُواسيه ، فمر بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فقالوا ماأجلسك هُنا يارسول الله فقال : مات النُقير فهلا جلسنا لنواسي أبا عُمير.
فلننظر إلى الرحمة المهداة عليه صلاة ربي وتسليمه كيف تلطف ؟! ولين جانبه مع هذا الطفل الصغير حتى أنه تجرأ أن يشتكي لرسول الله موت طيره ، فلولا أنه اعتاد من رسولنا العظيم حسن الاستماع إليه وقربه منه لما اشتكى له ، فياليتنا نقتدي بهذا الهدي العظيم لكنا سادة في العالم بأجمعه ، فالنفوس تُحب من أحسن إليها ، عن جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ من أَحَبِّكُمْ إلي وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يوم الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إلي وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يوم الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ قد عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فما الْمُتَفَيْهِقُونَ قال الْمُتَكَبِّرُونَ " سنن الترمذي .
الرفق سمة عظيمة جداً، ولها أثر إيجابي في المحيطين بالإنسان وفيه هو بالدرجة الأولى، وإذا كان الأقربون أولى بالمعروف، فعلى الإنسان أن يترفق بأهل بيته،
خصوصاً الأطفال الذين قد يتأثرون بكلمة جارحة أو نظرة قاسية، فما بالك بالصفع وأكثر من ذلك أحياناًإلى حد القتل . المعاملة تترك جروحاً وندوباً في نفسية وشخصية أطفالهم لا يمكن علاجها، بل وتلازمهم طيلة حياتهم، وتخلف لديهم رواسب نفسية، . لقد حثنا الإسلام وكل الأديان السماوية على الرفق، وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه».
الجميل في الموضوع أنه على الرغم من أن الشخصية لا تتغير، لكن السلوك يمكن أن يتغير فيكتسب الإنسان سلوكيات إيجابية تسعده وتسعد كل من حوله إذا أراد هو ذلك عن قناعة. وليبدأ الإنسان بنفسه وبدائرة المحيطين به وأولهم الأطفال، فلنحاول أن ندخل البهجة ولو بابتسامة لا تكلفنا شيئاً. وإذا اختلفنا مع من نحبهم فلنترفق في الخلاف، ولنترك دائماً خط رجعة. أحياناً يظهر العنف في كلامنا وأفعالنا حتى البسيطة التي لا نلاحظه
وهي تكون جارحة وتسبب لهم من العقد النفسية ..
وخير لنا أن لا ننفعل ونتصرف بأمر في وقت الغضب وتكون مالا يحمد عقباه ..! والراحمون في الأرض يرحمهم الله !
وأنت أيها الزوج والاخ المعنف تذكر قول الرسول صل الله عليه وسلم يقول ( الرفق بالقوارير )
وسياتي عليك يوما تضعف فيه صحتك ويخر قواك ولن تجد سوى هذه الزوجة أو الابنة التي تحنو عليك وتسهر بجانبك .. فالحياة لن تدوم فيها .
 0  0  14.2K