المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

أسمح لي ...أنت كذاب ...!


في البداية أعتذر لكم عَن هذه الجملة ولكن لم أجد في نفسي سواها يعبّر عما أريد قوله فعندما تجد آلاف الحسابات الّتي تتحدث عَن الطاقة وكونها علم يمكّن مَن خلاله الشفاء مَن جَمِيع الأمراض والتواصل مَع الكون والذوبان فِيه والعديد مَن الخرفات الّتي تتستر تحت مُسمى علم الطاقة والعِلم منها برآء براءة الشّمس مَن اللمس، وتجد أصحابُها يدافعون عنها بشراسة وذلك لسببين أما انهم محتالين ووجود هذه الخرفات يشكّل لهم منجم ذَهَب لا ينفّذ فُهم مستفيدون مازال هُناك مَن يصدقهم أو أتباع انبهروا بتِلْك الخزعبلات ووجدو فِيهَا أنفسُهم كعلماء لهم قيّمة ... وقتَها تمتلك رغبة عارمة في أن تقول لهم فرداً فرداً ... أسمح لي أنت كذاب .

عندما تجد شخّص متعلّم وتتعاظم الكارثة أذا كان معلم ويقول لك لا تربية إلا بالضرب ولا تعليمَ إلا بأن يصنع المعلم لنفسه هيبة ويوقّع الخوف في قُلُوب الطلاب ، وتحاول جاهداً إقناعه وعرض كلّ قَوْل للعلماء والاستشهاد بالسنة النبويّة ، وتشرح له كَيْف أن النبيّ صَل الله عَلَيه وسلم قدوة وتبيّن له كَيْف يصنع شخصيّة محبوبة ويقدرها الطلاب وتجده في اخر المطاف مكابراً ويردد الضرب علاج ... عندها تكاد لا تمتلك نفسك لتقول لهٌ ...أسمح لي أنت كذاب .

عندما يتفاخر موظف بأجمل ما فِيه مَن سمة طبعت في شخصيته ويتباهَى بأنه رجل الأمانة والإخلاص الأول في تِلْك المؤسسة ويسمعك مواعظ تكاد تتقرح لها العيون مَن البكاء وبعد كل ذَلِك تجده يُترك عمَلُه للاهتمام بأعمال أخرى خاصّة على حساب عمَلُه ، عندها يعجز لسانك عَن البقاء راكداً ويجربك علَى أن تقول لهٌ... أسمح لي أنت كذاب .

عندما تجلس مَع البعض ويحدثك عن مَدَى الإساءة الّتي تعرض لها من شخّص أخر وعن كمّية الخذلان الّتي أصبته لقاء تِلْك الإساءة ويحدثك عن معنًى كَبِير تحطّم علَى صخور صلدة فَكُل شيء إلا الكرامة وبينما هُو يسهب في الحديثِ يدخل ذَلِك الشخص الجاني وأكاد أن أزجره ولكنّ صاحبَي الشاكي يستقبله كاستقبال الغائب الّذي لا يُرجى رجوعه ، أو كما يستقبل الأطفال لليلة العيد عندها ينتابني شعور غَرِيب وأجدني متعجباً وأنا أنظر إليهما وأكاد أقول ...أسمح لي أنت كذاب.

حسناً... في كلّ تِلْك المواقف وأكثر لم أجد تبريراً مقنعاً لنفسي لكي أسكت وأطبق فمي علَى لساني سِوى مراعة ألآداب العامّة والتي أجد قلمي الآن راعاها وخفف على أذان أصحاب ذَلِك السلوك وقع جُملة أسمح لي ...أنت كذاب وفي الوقتَ نفسَه أراح لساني وتحدّث نيابة عَنْه بِمَا يجول بفكري .

أخيراً كلّ أنواع الكَذِب مذمومة ولكنّ أصعبها وأشدها بشاعة هُو الكَذِب علَى الذّات .

زبدة الْكَلام (تستطيع أن تخدع كل النَّاس بَعْض الوقتَ، أو بَعْض النَّاس كلّ الوقتَ، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل النَّاس كلّ الوقتَ)

بواسطة : ماجد الهذلي
 0  0  15.3K