المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

حسبي الله عليك- لقد أضرمت النار في كبدي




عزيزي القاريء:
لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأولى للتواصل وتناقل الأخبار والمعلومات ، وجزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، فاليوم سأتكلم عن إحدى هذه الوسائل وهو ( الواتس اب ),
حيث الكثير منا أصبح يقضي الساعات الطويلة أمام شاشة هاتفه الذكي ، من خلال هذه الخدمة ليتصفح العديد من المواقع ويتواصل مع أهله وأحبابه ، بكل بساطة وسهولة وسرعة فائقة والحمد لله.
عزيزي القاريء:
إن هذه النعمة التي من بها الله علينا تحتاج الشكر لله أولاً وأخيراً ، فقد سهلت حياتنا وفتحت أمامنا الكثير من السُبل والفرص الجديدة في مجريات حياتنا اليومية، وأصبحت أداةً بين أيدينا لا يمكننا الاستغناء عنها، قربت البعيد ، ووثقت أواصر المودة بين الأهل ، والأخاء بين الأصحاب والأحبة .
عزيزي القاريء:
هذه التقنية عندما يُساء استخدامها قد تتسبب في إلحاق الضرر والأذية بالآخرين ، عندما يقوم البعض هداهم الله بنشر أو مساعدة في نشر الأخبارخصوصاً المزعجة منها دونما وعي وإدراك لما سيترتب عليه بعد نشره للخبر ، وما سيحدث بعد ذلك .
عزيزي القاريء:
لا اطيل عليك ، يوم أمس بالتحديد تلقيت خبراً نزل كالصاعقة ، كان خبراً مفاجئي ، لم أتمالك أعصابي ، عندما وصلني إتصال هاتفي من أحد أصدقاء أخي يسألني ، عن خبر وفاة أخي المستشار: أحمد السعدي ، وعندما شاهدت هذا الخبر المكذوب الذي إنتشر في القروبات كالنار بالهشيم ، دخلت في دوامة مع ما حل بي ذلك الْيَوْمَ ، أجهشت بالبكاء حتى كدت أفارق الحياة في تلك اللحظة !!
ولكن رحمة ربي وكرمه ولطفه وإيماني الاكيد بأن الموت حق ، دعوت الله قائلاً: اللهم إني أعوذ بك من فواجع الأقدار ، وأعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ، ولم تكن إلا سويعات حتى أتى الخبر اليقين الذي ينفي صحة الخبر المزعج ، من خلال إتصالاتي المتكرره هنا وهناك ، لتبين لي إنها إشاعة كاذبة ، سببها إنسان متهور ، وغير مبالي ، لايعي ماذا سيحدث من أمور لا يحمد عقباها ,
حمدت الله وأثنيت عليه وقلت (حسبي الله عليك - لقد أضرمت النار في كبدي) .
عزيزي القاري:
أن خبراً كهذا وإن كان غير صحيح أو صحيح فعلاً، فنشره عن طريق آي شخص دون التحقق والتثبت من صحته ، ودون علم من أصحاب الشأن وأخذ الإذن منهم مسبقاً ، يدل على عدم وجود الوعي الثقافي والانساني والمعرفة بعواقب الأمور ، قبل وبعد الشروع في النشر . ولعلي اهمس في إذن كل ساذج ومتطفل :
ما الفائدة المرجوة في نشر الأخبار المزعجة أو غيرها ؟
هل هناك مبالغ مادية تتقاضاها نظير جهدك الذي ربما تستميت عليه؟
هل فكرة قبل النشر انك ممكن تتسبب في وفاة إنسان أو فراق بين الأحباب أو في تدمير أسرة باكملها أو في اَي أمر قد لايُحمد عقباه ؟
اتمنى ان تسال نفسك قبل ان تُشرع في النشر ، فوالله أنك أشغلت نفسك وأشغلت المجتمع معك وبين قوسين ( ما أحد درى عنك ) إتق الله وابحث عن امر ينفعك في دنياك وآخرتك ، فالكل يعلم مايجري في العالم .
عزيزي القاريء:
إن المشكلة الرئيسيّة أعتقد إنها تكمن في إتاحة هذه الخدمة للمستخدمين للنشر بحرية ، ودون رقابة تذكر ، جعلت البعض يتسابق على النشر ، وكانهم موظفون يتقاضون رواتب على هذا العمل ( السخيف)، فكل يوم مع الأسف نرا أخبار كاذبة وعارية من الصحة ، تنتشر من خلال مواقع التواصل خصوصاً عن طريق ( الواتس اب ) الذي يصل فيه الخبر في وقت قياسي لشريحة كبيرة من رواده ، كونه بات أحد أشهر وسائل التواصل الاجتماعي والأكثر استخداماً للسهولة الكبيرة التي يقدمها في التواصل من خلال الرسائل أو الصوت أو حتى الفيديو، فهو قد بات منبراً لايُستهان به لتبادل الأخبار والمستجدات ولاسيما مع الأصدقاء والأشخاص المقربين .
ومع هذا فإن الإشاعات قد أخذت تزداد وتسيطر على المشهد اليومي ، فهذا يرسل خبر وفاة كاذب ، وذاك يؤكد على إنتشار مرض ما ، وغيرها من الأخبار الكاذبة والمزعجة والمروعة ، وقد يؤكد ناشر هذه الأخبار صحتها ، ويذيلها بصورة لصاحبها لتأكيد الخبر ، وبكل وقاحة قد يُزعم أنها من مصدر موثوق ، دون وعي بخطورة هذا الفعل ، وفي المقابل نجد الطامة الكبرى من البعض الاخر من المتلّقين لتلك الشائعات لا يركزون على المحتوى ولا يحاولون التأكد من مصداقية ما وصلهم ، وما سيترتب على نشرالخبر ، فهم يستقبلون تلك الإشاعة تحت عملية ( إنسخ إلصق ) ثم يرسلونها دون وعي أو فكر ، ودون توخي الحذر قبل النشر ، حتى أصبح هذا مع الأسف الشديد مرضاًاجتماعياً تفشى في مجتمعنا مصحوباً بقلة الوعي للانسياق وراء كل محتوى مسيء بغض النظر عما يحمله من إساءة أو أَذًى قد يلحق بالأخرين ، وربما يلحق الضرر به شخصياً .
عزيزي القاري :
فالختام لابد أن يكن لديك وعي وإدراك تام ، قبل الشروع في نشر آي خبر ما ، والتأكد والتحقق من مصدره ، تجنباً لما يترتب عليه من أخطار عليك ، أو على غيرك من أبناء المجتمع ، فما أكثر ضحايا الأخبار الكاذبة التي قد تسببت في تغيير مجرى حياة الآخرين ، والسبب إشاعة عارية من الصحة من إنسان غير مبالي .
بواسطة : مصلح الخديدي
 3  0  15.4K