المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الجمعة 27 ديسمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

مَن ذاكرة مريض الاكتئاب.

مُنذ استيقاظنا مَن النّوم نصحوا وتصحوا أفكارنا معنا كم كبير مَن الأفكار المتدفقة في مختلف المواضيع تمر معنا خلال اليوم وتؤثر في مشاعرنا وتتحكم في سلوكياتنا وفِي أغلب الأحيان دونما وعي منا ... ويمر اليوم ويتبعه الاخر ونحن نسير مع أفكارنا تارة في وفاق واُخرى في فراق فهذه طبيعة البشر ، ولكنّ قد نجد أنفسنا خلال فترات الحَيَاة أحياناً نعلق ونتوقف في محطات تعيق تقدمنا للأمام ونظل محبوسين داخل دوائر مفرغة مَن الأفكار تجبرنا مرغمين للتوقف حلقات من التّفكير لا نعلم كيف بدأت ولا متى وأين تنتهي بِنَا نستجمع قوانا ونسأل أنفسنا ما الذي يحدث فيقودنا تفكيرنا لفكرة جديدة قَد تبدوا لنا فكرة ذكيه فنجد أنفسنا ننفذها وننصاع لها وهي ( لماذا لا أخلوا بنفسي لعلي اهدتي لحل) وهنا متى دخلت هذه الفكرة حيز التنفيذ نجد اننا أصبحنا محملين بكم أكبر من المشاعر السلبية حول أنفسنا ومستقبلنا والعالم المحيط بِنَا ، تتكاثر الأفكار ويتبعها تكاثر للمشاعر المسببة للضيق نجد اننا كمثل شخص غرقت قدميه في الوحل وكلما أراد الخلاص زاد غراقاً حتّى يتحول تفكيره في الخلاص إلى معتقد لا يمكن تغيره مفاده لا يمكنُني الخلاص وكل المحولات محكومة بالفشل ، وعندها سوف يستسلم ويبقى حبيس فكرة تحوّلت لمعتقد راسخ وترجمت لسلوك الإنعزال ، عندها قَد يظن الشخص العالق أن الحَيَاة خلت قد مَن الآمال والمباهج وانقطعت الأسباب وقد يخيل لهٌ ان الموت هو الحل الوحيد لإنهاء هذه المعاناه .
أن أخذ هذه الأفكار كحقائق والتعامل معها كمسلمات هو ما يجعلنا نحبس أنفسنا بأفكارنا ونستسلم لأكثر الاضطرابات النفسيّة شيوعياً الا وَهُو الاكتئاب ، مَن المٌهم أن نفحص أفكارنا ولا نرضخ لنداء الوحدة والانعزال بل علَى العكس علينا أن نجبر أنفسنا للانخراط في المجتمع والأنشطة والتواصل مع النَّاس واستبدال تِلْك الأفكار الكئيبة ، مَن المٌهم التنبه لمشاعرنا المبهجة والتمسك بها وبتلك اللحظات السعيدة ، وإذا ما وجدنا أنفسنا لا نقوى علَى مواجه تلك الأفكار علينا الذهاب لطلب المساعدة مَن المختصين وأخذ رأيهم فهم مؤهلين لجعلنا نتعرف علَى. تلك الأفكار المؤذيه وعزلها والتعامل معها بواسطة فنيات علاجية قَد تبدوا غريبة وثقيلة في البداية ولكنّها فعاله في مواجهة الاكتئاب ، بعدها سوف تجد نفسك تدرجياً تعود لطبيعتك وتحترف اصطياد أي فكرَة قد تسبب لك الأذى وتعزلها وتتعامل معها .
اخيراً الاكتئاب أحد الاضطرابات النفسيّة الّتي من السهل علاجها إذا ما طلب المريض المساعدة في الوقت المناسب مَن الأخصائي النفسي العيادي .
زبدة الْكَلام ( في كَثِير مَن الأحيان التّفكير في المفقود يفقدك لذة الموجود )
ماجد الهُذَلِي
بواسطة : ماجد الهذلي
 1  0  14.7K