المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الإثنين 29 أبريل 2024

زائر

المجاهرون بالخطيئة عبر المدى تحديًا مع الله أم تحديًا مع الدولة؟

تفشّت الأفعال المُشينة بين البعض من شبابنا وبناتنا وبين رجالنا ونسائنا وأصبحت المعصية مزادًا يُزايدُ عليها العُصاة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومُشاهِدوُ شاشات المزاد التجاري من خارج المبنى هُمّ من الأطفال والمراهقون القُصّر وأصحاب الشهوات الهائجة وأصحاب الأفواه المُكمّمة الذين شُلّت ألسنتهم عن التعبير.

فالمعروف في العامة ان العاصي يعصي الله في خلوته وإن كان أمام جمهور من الناس يركض ويختلي ويختفي بين الأسحار ولا ندري أين أرضه؟.

فإن كان عاصيًا مجاهرًا بمعصيته؟ فإنّا نراه في طريقنا يرتكب الخطايا ويتحدّث بها ومن ثم يرانا ويخجل ويختفي عن الأنظار.

الآن أصبح الأمر رهيبًا!، فقد أختل ميزان الحياء عند البعض إلا من رحمه الله، فالعُصاة كأنهم أمِنوا مكر الله وعذابه وكأنهم قد أمِنوا عقاب الدولة أيضًا، فإن معصيتهم التي أقترفوها تقضي بالأمر كإعلاناً تجاريًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنّهُ إعلان لسلعة تجارية يتم تسويقها وترويجها على نطاق واسع بإحترافية مُخلّة بالأخلاق في سوق المُستهلِك، والجمهور المُستهدَف هُم شبابنا وبناتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي!.

فساعة بعد ساعة و يومًا بعد يوم يُصبح عنوان المعصية تحديًا ضارِمًا يجمع منافسو سوق المعصية لإرتكاب المعاصي ولرفعها وإشهارها في حملات إعلانية شرسة عبر مواقع التواصل عبر "هاشتاق" يضرب "الترند" ويطعنه بسكين حادة بين مؤيد وبين معارض، وكأنها حرب إعلانية ممنهجة شائدة العتاد كما هي الآن بين الشركات التجارية في السوق.

أكتب لكم الآن عندما يظهر لنا شاب و شابّة عربيوُ الأصلِ والمنشأ ومُسلمو الديانة و من أهل حيّنا القديم والذين كانوا يحملون من عاداتنا وتقاليدنا الكثير والذين قد أستمعوا الى كلمات الأذان المنادية للفلاح من منابر بيوت الله وكانوا يُمسِكون عن الإفطار في نهار شهر رمضان ويُمسِكون أنفسهم عن المكارهِ الجارحة للصيام.

والذين هم الآن بين أيديهم المشروبات الكحولية التي تساوي عبواتها الزجاجية طول ساقهم وبعض الممنوعات من موادٍ مُخدِّرة والتي على طاولتهم، وبعض الألفاظ البذيئة والأفعال الغير أخلاقية التي تخرج من مقاطع الفيديو الصادرة منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على حساباتهم الشخصية.

فمنها يجتمعون بجمهورهم من الجنسين ويبدوا عليهم أنهم أضاعوا الطريق و أنهم قد فقدوا جانبهم الروحي من أجسادهم.

فأتعجب أن من جمهورهم من هو ذو شأن عظيم ومن هو دون ذلك، فأخجل عندما أرى أن من جمهور المعصية والخطيئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من كان يُصافحني ويجالسني في فصول الدراسة والآن هو موظّفًا يخدم وطني.

هذا الذي أشعل غيرتي وأحرقَ جسدي وجعلني رمادًا مُحترِقًا أبت مياه البحر اخماده إتجاه أبناءنا وبناتنا واتجاه وطني المجيد، فإن الرياح تدفع الصالح بصلاحهِ وتدفع الفاسد بفساده، فإن الخطيئة قد تعددت وتفّشت وأصابتني في مقتل عيني الناظرة.

فإن المجاهرون بالمعصية هم ضحايا ليومهم الماضي لفقدانهم دور التنشئية الاجتماعية والأسرية! التي كانت ولا زالت على عاتق الوالدين، التي ترسم لهم دور أفعالهم وأقوالهم في ضوء الضوابط الشرعية والآداب والأخلاق الحميدة وتُبيّن لهم ما هو المحظور ولِما حُظِرَ وما هو المشروع ولِما شُرِعَ ، وترسم لهم خارطة الطموح لبناء الوطن الفاضل.

فإنهم أيضًا يبقون ضحايا قد هُمِّشوا وهَمّشوا ولم يكن لهم درسًا و دورًا في الرقابة المجتمعية! التي تعطيهم إنذارًا عند رؤيتهم واقترابهم من الخطيئة، والتي في دورها تُذكّرهم بالأثر الناجم فيما بعد الوقوع في الخطيئة.

مثل الذي لا يقف عند الإشارات المرورية في الطريق إلا في وجود مركبة حكومية ودورية أمنية! ، فالذي سوف يُنمّي دور الرقابة المجتمعية سوف يضبط نفسه بعيدًا عن الوقوع في المحظور عند غياب الضابط رجل الأمن، وبل سوف ينمي خوفه من الله، فإن نمّى نفسه في هذا الدور فهو الأمن الأول بحد ذاته لشخصه ولعموم الناس ولمقدّرات الوطن التي وُضِعت من أجله.

فإنهم ضحايا لم نُعزّيهم على فقدانهم الوازع الديني الوسطي الذي يقف على قاعدة فقهية "لا ضرر ولا ضرار" .

ولم نُعزّيهم في فقدان دور وسائل الإعلام التقليدي والإعلام الحديث في تزويد النفس بما تحتاج وإشباعها بما تحتاج فعلاً وحذف الفائض بعيدًا، لترك فرصة عادلة للمُشاهِد .
بواسطة : زائر
 5  0  12.0K