حين ينعق الغراب
لا نكاد نكف الحديث عن السلوك الحضاري والتواصل الثقافي ، والاختلاف
لاشك سمة حضارية ، اختلف الفلاسفة والعلماء وحتى الائمة الاربعة ، وقد تركوا لنا إرثا ثقافيا ومعرفيا ، تزخر به المكتبات العربية والاسلامية ، واسهم ذلك الاختلاف في الثراء المعرفي في كل أوجه الحياة وهذه الأيام نشهد ابواق ترفع صوتا تحدث ضجيجا دون ان نستفيد منه كمتلقين ، نعيق كنعيق الغراب ولهذا سيقف صناع الكلمة امام اصواتهم مهما علت او تمادت في ضجيجها ونحن ندرك ضعف النفس والاسلوب الحاقد ومهما حاولوا الحاقدون أتهام الآخرين في اطروحاتهم الثقافية التي تهتم بالكلمة من جانب على اعتبارها شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء ومن جانب آخر نسعى بخطى حثيثة من أجل الوطن وانسانيته وذلك لإيصال رسالة على اعتبار ان الوطن أمانة في عنق الجميع ولهذا نتطلع دائما الى الافضل وتقديم الرسالة الوطنية الاشمل فالشهادة الدراسية ليست مطلبا لان نوصل رسالتنا لهذا الوطن المعطاء فالشهادة ليست مقياس لفكر الإنسان وعطاءه بل ان الله امتدح امية الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك النبي الامي اما من يحاول جاهدا لتشوية الصورة من خلال الانتقادات السلبية محاولا زرع زعزعة الثقة في نفس الإنسان تجاه وطنه والرسالة المنوطة به فهذا شان آخر او حتى يحاول تشوية الصورة امام كتاب اخرين وكذا الصحف الكترونية فان هذا عكس التوجهات الوطنية ويخالف نظام النشر الالكتروني ولاشك إن محاولتهم ستنتهي إلى بوار وإلى فشل، فمن الممكن أن من يحمل الشهادة الابتدائية لدية القدرة الفكرية العالية والقلم الإبداعي الذي يفوق ضعف أضعاف من يحمل الشهادات العليا ،
إنّ ثقافة الإنسان ووعيه الفكري بالثقافات الأخرى وإنمائها من الوسائل الّتي تثري تفكيره في الحياة, ويعتبر غذاء لنموّ شخصيّته ، وبذلك يحقّق تفهّماً أكبر للحياة والمحيطين به .
للأسف أولئك الغربان الذين ينعقون كمن يغرد خارج السرب وخاصة من الذين لم تصل أقلامهم عنان السماء دلالة على أن أقلامهم متصنعة وحبرها زائف رخيص سوداء ممسوكة بالمقلوب تكتب من اجل الكتابة فقد تجلب الغثيان للقارئ تتمنى أن يجف حبرها وتكسر من تعسفها وجهلها ، وذوو العقليات المحدودة التفكير تجدهم يتخبطون بين ذاك وذاك يتبعون افكارا هدامة دون دراية .
بذلك كشفوا الاقنعة وباتت مرئية لنا وخاصة الأشخاص الذين رفعوا أصواتهم وطالبوا بالكف والابتعاد ، هؤلاء انكشفوا على حقيقتهم وظهرت نواياهم المبطنة ،
حقيقة ( الصخور تسد الطريق أمام الضعفاء ، بينما يرتكز عليها الأقوياء )
والسؤال الذي يطرح نفسه :.
هل الشهادة مقياس لعقل الإنسان وهل هي تحدد شخصيته في المجتمع ؟