إعلامنا والحداثة
الانطباعية التي يتسربلها اعلامنا العربي ، صارت سمة تحيده عن مساره الصحيح فيظل المتلقي في شك دائم من مصداقية الرسالة الاعلامية.. كثيرة هي الأقلام التي ظلت تنادي من أسر الانطباعية بحسبان أن الإعلام يعتبر رأس الرمح والحصان الرابح في اللحاق بعصر العولمة، لكن كل الجهود ظلت ترتطم بجدار اللامبالاة والإصرار على عدم تغيير النمط القديم وسط احدى الحواري قال لى صبي صغير( ياعم :هذا يحب الفنانة نجوى كرم) مشيرا بإصبعه الى زميله الجالس على سرج دراجته، فابتسمت مما أدى الى امتعاض هذا الأخير فحاول قذف الأول بسقط التقطه من الأرض، لكن الله سلّم بطيشان الرمية عن هدفها
* هذه الحادثة الصغيرة تحمل دلالة تقبل الشارع العربي للرسالة الإعلامية برحابة كبيرة، بل وتصبح نوعا من الثقافة الشعبية المتداولة وسط الشارع العريض ، وقد يتباهى الناس بذخيرتهم المستقاة من هذا المنهل وسائط الاعلام العربية دخلت عالم الحداثة ونافست الإعلام الغربي في هذا الصدد ، وهناك نماذج من الصحف ومحطات التلفزيون والاذاعات العربية برزت وتفوقت على رباباتها الغربيات
* إذن جميع أركان العملية الاعلامية موفورة الصحة عدا الرسالة التي هي نتاج العقل العربي ،ومازالت النعامة تدس برأسها في الرمال ،ويسيطر عليها مبدأ أحادية الاتجاه ،وهي فاشلة في تفعيل الجمهور المتلقي ، وهي في صورتها كالمدرس الذي يحمل عصاه لتلقين التلاميذ دون ان يسمح لهم بإبداء رأيهم في كنه الدرس أو مناقشة بنوده أو حتى معرفة الدرجات التى أوصلت النتائج الدرس .حادثة الاطفال الآنفة الذكر تدل على أننا مانزال نستخدم الاعلام بعقم ظاهر ولم نستطع مواكبة روح العصر في توظيف الاعلام لمصلحة قضايانا المصيرية والجوهرية ، بل مازلنا نتزاحم لتلقف الشائعات ثم تضخيمها لتصبح أهم القضايا التى على ماعداها.
فأين الخلل يا ترى ؟ وكيف العلاج ؟ هل الخلل في عقلنا ؟ أما فى اتجاهات التفكير لدى قادة الاعلام العرب ؟