المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

الفشل مسؤوليتهم


لعلكم بالتأكيد قَد قابلتم مَن البشر الّذي يجعل غيرَه شمّاعة لتعليق فشلُه عليها ، فَقَد تجد مثلاً يعلِّق فشلُه في مادة ما علَى معلم المادة أو معلم يعلل فشلُه بنظام التعليم أو موظف يعزو فشلُه لرئيسة المباشر وهكذا تجد أنواع التبرير والعزو في شتّى مجالات الحَيَاة .

الحقيقة أن هَذَا السلوك هُو وسيلة للدفاع النفس أمام الآخرين وتعليق الإخفاقات وعزوها لمصادر خارجية سواء أشخاص أو ظروف أخرى مثل البيئة واحياناً الأسرة وأحيانا قلة الدخل أو النّظام وَهُم بذلك يُظهرون أنفسهم أمام النَّاس في حيّز صغير يجعلهم الضحايا لهؤلاء الأشخاص أو تِلْك الظروف القاهرة ، لم يكلفوا أنفسُهم تفحص ذواتهم والنظر لمكامن الخلل لديهم والعمل علَى تطويره .

لن نلغي كل تِلْك الأسباب أو المعوّقات ولكنّ هُناك سؤال يجب ان يسألوه لأنفسهم ... لِماذا العديد مَن قصص النجاح الّتي مرت بمعوقات وصعوبات أكبر وعلى الرغمِ مَن ذَلِك تحدوها واجتازوها بنجاح منقطع النظير بل لا نكاد نرى قصّة نجاح إلا وخلفها الكثير مَن قصص الكفاح فلماذا كَانت تِلْك المعوقات وُقود اشعل لديهم جذوة النجاح ؟

أن المتأمل في أحوال الناجحين يجدهم يحوّلون كل صعوبة لفرصة للتعلُّم والمحاولة بطريقة جديدة ، لم يهتموا كثيراً لآراء النَّاس ولم يفكّروا في اختلاق الاعذار واستجلاب المبررات بل تفحصوا قدراتهم وإمكانياتهم ونقاط قواهم وضعفهم وانطلقوا مَن جديد لم يلوموا النَّاس ولم يلموا أنفسُهم بل جعلوا مَن فشلهم فرصة جديدة لمراجعة الذات ومن ثم الانطلاق .

في كتاب العظماء المائة مَن تأليف مايكل هارت وَهُو عبّارة عَن قائمة أحتوت علَى أسماء مائة شخّص غيّروا العالم رتبهم الكاتب حسب معايير مخصّصة وقد جاء في مقدمة القائمة أسم النبيّ محمّد عَلَيه الصَّلاة والسّلام. لَقَد عانى عَلَيه الصَّلاة والسّلام مالم يعانيه أحد مَن الصعوبات والعقبات وَمَع ذَلِك قام بنشر الدعوة وتحقيق الهدف حتّى شَهِدت لهٌ كتابات غيّر المُسلمين .

هنالك مثال مَن بيئة اخرى أنه صَاحِب النظريّة النسبيّة ألبيرت آينيشتاين فلم يتكلمٌ إلا في الرابعة مَن عمره و كان يعاني صعوبات كبيرة في الفَهْم و الاستيعاب ، لقد رسب بمادتي الرياضيات و الفيزياء و أخبره أساتذته أنه متأخر عقلياً و لن يصبح شخصاً ذا قيّمة ولكنّه آمن بنفسه وتخطى تلك الصعوبات ليصبح أعظم عالم فيزياء في تاريخ الإنسانية .

أخيراً الّذي لم يُدرك النجاح هُو فَقَط شخّص قرر إلقاء اللوم علَى عوامل خارِجية أو داخلية ورضى بذلك .

زبدة الْكَلام (النجاح صديق الفشل)

بواسطة : ماجد الهذلي
 0  0  13.0K