**رسالة لكل معلم ومعلمة فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ*
المعلم - عبد الرحمن الوذناني :
في كل عام دراسي جديد أعود بالذاكرة إلى أول سنة دراسية عندما كنت ابن السادسة من عمري حينها قام أبي حفظه الله بشراء حقيبة مدرسية بالإضافة إلى الأدوات والمستلزمات المدرسية ، وكنت وقتها فرحًا بأني سأذهب أول يوم إلى المدرسة ، مع الصباح الباكر ذهبت برفقة أبي وكانت السعادة تغمرني والفرح يعانقني وعند دخولنا المدرسة قام المعلم بجمعنا نحن الطلاب المستجدين وكلٌ مع ولي أمره ملازم له ، ويتبادلنا الحوار وحينها كانت عيني تتجول على من حولي شاهدت أحدهم يقف لوحده ،والحزن والخوف يسيطر عليه وكان في نظراته لنا أمر غريب !
في هذه اللحظات لم أعلم لماذا هذا الحزن والبكاء ، والخوف ،ولكن بعد فترة من الزمن عرفت أنه يتيم الأب فكان يشاهدنا مع آبائنا ليخففوا عنا الرهبة والخوف وهو وحيدًا ليس له أب يخفف عنه ليس ذلك فقط! وإنما يتذكر والده فيزداد بكاءً وحزنًا .
رسالة إلى كل معلم شرَّفه الله بمهنة الأنبياء أن يتذكر هذه الفئة الغالية علينا ويحاول أن يعوضهم الفقدان والحرمان ويجهز لهم الهدايا، ويحتسب الأجر من الله ، كيف لا ! وقد أوصانا الله ورسوله على اليتيم وأمرنا بالإحسان إليه , والرفق به والعطف عليه ,فقال تعالى ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) , وقال تعالى : (( و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربى و اليتامى و المساكين ))
و من الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت أيضًا على رعاية اليتيم وحقوقه هي :
عن سهل بن سعد رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري.
وفي الختام
إلى كل معلم ومعلمة أوصيكم ونفسي
بالأيتام فهم سبب في مرافقة الحبيب المصطفى صلى الله علية وسلم بالجنة .