أبل اليوم ستوقد عود الثقاب غداً
أبل اليوم ستوقد عود الثقاب غداً
إن الإنتساب للقبيلة ليس عيباً والإعتزاز بها ليس ذنباً، ولكن أن تكون هي شغلنا الشاغل صباحاً ومساءاً وتكون هي الحكم في تقييم البشر في كل عام يقام فيه مهرجان للإبل ، أعتقد إن هذا يعد مؤشر خطير جداً في المجتمع يستوجب أخذ الحذر والعمل على الحد من إنتشارة ، كلاً حسب مكانته في المجتمع ، وكذلك يكن هناك دور فعال للجهات الحكومية المعنية بالنشء والأجيال القادمة ، كون مثل هذا السلوك ينبئ بمستقبل قد لايحمد عقباه .
إنه وفي كل عام تتم إقامة المهرجانات لمزاين الأبل تراث جميل وعربي عريق ، تتعاقبه الأجيال لهذه الحيوانات العجيبة التي سحرت الألباب العربية بحبها وخطفت الأبصار بشكلها وهيئتها حتى قيل فِيهَا الكثير من الأشعار وجاء ذكرها في الكثير من القصائد منها الحداء والفخر والحماسة والتمني والتوحد والغزل والرثاء وغيرها ، حتى وقتنا الحاضر ، والتي تعد رمزاً للخير والعطاء وأحد مفاخر العرب ورموزها الأصيلة ، ولكنها في الوقت الراهن أخذت منحاً أخر وهو تكريس لتلك النعرة القبلية المقيتة ، التي لن تكن وسيلة لبناء وطن موحد لكل طبقات وشرائح المجتمع ..
قال تعالى : (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عن الله أتقاكم ) .
فمع الأسف مانشاهده ونسمع عنه ، وفيمايحصل في هذه الأعوام هو (ايقاد لعود الثقاب) .
نعم ذلك العود البسيط الذي قد يحرق الأخضر واليابس لا سمح الله ، عندما نترك العصبية القبلية تنمو في المجتمع دون وعي وتثقيف وتلقين النشئ الجديد لخطورة تلك (النعرات القبلية العرقية ) من خلال مايحدث من تجاوزات ونعرات وشعارات مسيئه ومخجلة داخل المهرجان لهذه الرياضة العربية الأصيلة ، ومايزيد الطين بله بعض ( قنوات الجهل الشعبيه) التي تكرس كل طاقاتها وإمكانياتها من خلال الشات لمن جرفتهم تلك العصبية القبلية المقيته ، وماتعرضه من شيلات تنادي للفرقه تحت شعار ( حنا وحنا) ونحن في دولة ترفع راية التوحيد ، فلا فرق بيننا إلا بالتقوى ، ومن فاتته حبائل مزاين الإبل فلن يفلت من منتديات القبائل التي فيها من الكلام الخطير ما الله به عليم ، حديث يوغل الصدور على الآخرين من القبائل ويذكر ببطولات الجهل التي كانت قبل توحيد المملكة والتي حمانا منها بعد الله ، الحكيم عبدالعزيز رحمه الله وطيب الله ثراه ، فالكل تجده يذكر ويتفاخر بوقائع حروب الجهل ( ذبحنا فيها فلان من تلك القبيلة وأسرنا فلان من أخرى) وحنا وحنا ، وفي النهاية يجعلون من النشئ الجديد من يرضع هذه الأحقاد ويفرغها في الشارع وبين زملائه ، ومن يعتقد إني أهول من الأمر فإنه لم يستشعر الإشعارات التي تدل على ذلك ، ومنها مثلاً مايحدث من مشاجرات جماعية بين الشباب قد تصل لحد إستخدام الاَلات الحادة ، وقد تصل لإستخدام الأسلحة النارية ، نسأل الله السلامه
ختاماً :
سيكون القادم أسوأ إن لم يكن هناك ضوابط وتعليمات لهذا العبث، من خلال التوعية والجزاءات الرادعة .