التفريط في شيفو بصمت
المحترف المصري في صفوف النادي الأهلي السعودي محمد عبدالشافي " شيفو " كما يحلوا لعشاق الأهلي تسميته كان قد جاء للأهلي في ٢٠١٤م تقريبًا واستمر في مسيرته الكروية مع الفريق أكثر من ثلاثة مواسم رياضية حقق مع الفريق الجداوي خلالها جميع البطولات السعودية على مستوى الفريق الأول انطلاقًا من كأس ولي العهد ثم الدوري وكأس الملك واختتمها بالسوبر اللندني الشهير.
الظهير الأيسر ذلك اللاعب الخلوق الذي كان ومازال مثالًا للاعب المنضبط داخل وخارج الملعب لم تحدث له أي مشكلة احترافية أو إدارية مع جميع المدربين الذين تعاقبوا على الأهلي أثناء الفترة التي قضاها لاعبًا محترفًا فيه ولا مع زملائه اللاعبين ولا حتى مع خصومه في الملعب وحتى البطاقة الحمراء لم يحصل عليها يومًا ما قطعيًا طوال المباريات التي شارك فيها كل مواسمه .
قرأنا وشاهدنا وسمعنا في الوسط الرياضي الكثير والكثير عن انضباط وأخلاقيات شيفو كلاعب محترف حتى أصبح لاعبًا مثاليًا وفوق مستوى مايسمى مصطلح " الطقطقة " في كرة القدم على الصعيد الجماهيري فقد فرض هذا اللاعب احترامه على الجميع من لاعبين ومدربين ونقاد ومحللين ومعلقين وكافة المتابعين لدوري المحترفين السعودي .
ومع انطلاقة الموسم الرياضي الجديد ٢٠١٨م ومنذ قدوم المدرب الصربي ريبروف للأهلي بدأت تظهر وتلوح في الأٌفق بوادر واضحة للاستغناء عن الظهير العصري " شيفو " وكأن هذا المدرب يرى عدم موائمة هذا الخلوق المنضبط لتكتيكه كمدرب وقابل ذلك " صمت " رهيب ظاهره الرضا من إدارة الأهلي الحالية والتي تبدو وكأنها باركت رحيل عبدالشافي .
هاجت جماهير خط النار عبر جميع مواقع التواصل والبرامج الرياضية واستلهمت تلك الذكريات الرائعة للخلوق "شيفو" يملؤها الحيرة والاستغراب من قرار السيد ريبروف ومتعجبةً من الصمت الذي سيطر على إدارة الأمير تركي ونائبه كيال اتجاه هذا القرار الجائر الذي صدر بحق أحد أهم عناصر فرقة صٌنّاع الفرح في المدرج الأخضر وبات كل مشجع منهم يتساءل عن مسببات وأسباب ودواعي وتداعيات هذا القرار بالاستغناء عن الظهير المتميز في حين أنّ البديل منصور قد يغيب للمشاركة مع الأخضر استعدادًا لروسيا أو لاقدر الله قد يٌصاب أو يتوقف بقرارات انضباطية فكيف سيُصبِح حال مركز الظهير الأيسر في الأهلي ؟
وقبل أيام بينما كان الجميع في النادي ينتظر كارثة إعارة شيفو صدر قرار زيادة اللاعبين المحترفين إلى سبعة لاعبين فتهلل العاشقون واستبشروا خيرًا ببقاء الظهير الطائر وبأن روابط الحٌب والوفاء بين المدرج العاشق واللاعب الخلوق كانت الأقوى لتزيد من حظوظ بقائه واستمراره في منظومة الفريق لكن مساء الثلاثاء كان مٌظلمًا بعتمةٍ قاتمة حين تفاجأ جميع عشاق الأهلي باحتفالية وداع المحترف المصري الخلوق محمد عبدالشافي بحضور الرئيس ونائبه أو " الإدارة الصامتة " كما تٌسمِّيها أغلب جماهير الأهلي فحضرت الرابطة وتواجد اللاعبون وذرف " شيفو " الدموع التي أحرقت القريب والبعيد من المحبين العاشقين للأهلي وفي مقدمتهم قائد المدرج الأهلاوي بدر تركستاني الذي غرد عن أهزوجة الوداع والدموع وبأنه لأول مرة في حياته يندم على ترديده أهزوجة أهلاوية لأنها تسببت في سيلٍ من الدموع ذرفتها عيون عبدالشافي في حضرة الأهلاويين .
سطور الوداع ...
رحل شيفو وبقيت التساؤلات حول صمت إدارة الأهلي عن عبث هذا المدرب وتكرار الأخطاء وهل من الممكن أن تصلنا أو نسمع على الأقل إجابة مٌقنعة لأسباب الاستغناء عن شيفو ؟
أم يستمر هذا الصمت حتى يحدث مالا يٌحمد عقباه في ختام الموسم الرياضي ؟
أخيرًا :
شكرًا عبدالشافي أيها النموذج احترافًا ووفاءً وخٌلٌقًا وأتمنى لك التوفيق في محطاتك القادمة ولكِ الله أيتها الجماهير الأهلاوية أمام هذه التناقضات المستمرة في منظومة العمل الإداري .