المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
فاطمة سعود العثمان
فاطمة سعود العثمان

الفارق أنفاس يا خالد القلب ..

لنا مفاقدٌ وغياباتٍ طويله ، قلوبٌ قد تفتقت من وجد الإشتياق ، عيونٌ ترتقب النوُم لإلتقاءِ المنامات ،
أقدارٌ ورضـى ومباكي جماً وفراقاتٌ ثقلى! لا يواريها الغياب ، حاضرةً دون أهلها .. نحنُ في الأرضِ العُليا وهم في أرضِ سُفلى والفارقُ أنفاس!

قد نجيد إخفاء الألم برسم ابتسامة لأجل من هم حولنا ،، ولكن هو فعل نقوم به من أجل ان نوهم أنفسنا بأننا بخير ولا نعاني شيئاً ،..
هيَ أشياء نقوم بها من أجل أن نبتعد عن ذكرياتهم وعندما نبدأ بالعبث بأشيائهم نعود إلى ما كنّا نهرب منه .. نعود إلى نقطة البداية !!
موجعٌ هو ان تفقد روحا لروحك ... أن تفقد من هو نفسك بالحياة ... أن تفقد جنة الدنيا ..أن تفقد من تعودت أن تراه كل صباح أن تحكي له أن تشكي إليه حين تضيق بك أن تفقد من تستند عليه.. موجعٌ هوَ الرحيل اللا لقاء بعده
الذكرياتُ شاقّ طريقها ..مؤلم نزول الدموع بدون وجود من يمحيها ..طريق الذكريات وَعر جدّا
يشعرنا بالتعب بعده يجعلنا نتألم فقط ...

تقول فاطمة بنتُ محمد - يا أنس - كيف طاب لكم أن تحثوا الترب فوق رسول الله ..
كان عزاء الأمة لمن فقدوا
رحيل رسولهم وحبيبهم ! لم تفقد هذه الأمة ركناً قويماً ولا عموداً صلباً مثل رسول الله ..

يفتحُ عينيه في وعكةِ الموت بعد أن غاب عن الوعي أصلى النـاس ؟ قالوا نعم
قال أحملونـي إليهم يفتحُ شرفةً غرفته وصحابته يقيمون الصلاة يتقدمهم أبو بكر
يرمقهم في نظرةٍ أخيرةً مودعه لهذا العـالم .. حتى من شدةِ فرح أحبته كادوا يفتنون ويقطعون الصـلاة! لكن أشار إليهم بالتمام .. وعاد إلى فراشـة ..

حتى جاء الخيار وضجّ الفؤاد " بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى "

يسكن هذا الجسـد الذي شدُ من أجله الرحال ، وضربت لدينه النبال .. يتلقى الصحابة هذا الخبر بطريقة مؤلمة يقول أنس بن مالك :

اليوم الذي ولد فيه محمد أضاء من المدينة كل شيء ، واليوم الذي مات فيه محمد أظلم من المدينة كل شيء !
تخيل هذا الوصف الدقيق .. كل شيء ساكن الظلمة تعم المكان فلا تسمع الإ البُكاء ..
بكى العالمُ محمد .. ومازال يبكي فقدة!
كلما إنفطرت قلوبنا من الفقد نتلمس سيرة الحبيب في فقده ! لعل هذا الفقد يعزينا يا خالد القلب ..
 4  0  17.1K