المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
دكتوره حياة الهندي
دكتوره حياة الهندي

عن دكتوره حياة الهندي

خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية

كُن قويًا


أصل التركيبة النفسية والجسدية للإنسان هي الضعف قال تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) النساء 28
خلق ضعيفا فأصله ماءٌ مهين قال تعالى : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) عبس
وخلق ضعيفاً في علمه فمهما تعلم يظل جاهلًا : قال تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (الإسراء:85).
وهو لا يعلم ماذا يكون في المستقبل، ولم يكشف عن الغيب فهو ضعيف في إدراكه للأمور، وضعيف في تصرفاته حيالها.
قال تعالى (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) (لقمان:34 ) وإذا كان هذا هو حال الإنسان* ضعفٌ وعجزٌ وقصور فلا دواء ولا استطباب له إلا بالاعتماد والاستناد واللجوء والاعتصام بالقوي المتين، فالقوي هو الله الذي لا تغيره الحوادث ولايخشى الدوائر ، ولا تبدله الأحوال، ولأن الإنسان هو أكرم مخلوقاته على وجه البسيطة، خلقه بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء، ميزه بالعلم وقواه بالإيمان، وجعل التدرج في المحبة والخيرية متمثلة فيمن قوي إيمانه، وأرشده إلى وسائل واستراتيجيات للحصول على هذه القوة التي تجعله ممن يحبهم الله فيتكفل بمعيتهم وسندهم ودعمهم وتوجيههم للصواب، ويمنحهم من الفتوحات والفروجات ما يُذهل الألباب، ومن هذه الوسائل والإرشادات أن يحرص الإنسان على ما ينفعه في دينه ودنياه، فلا يضيع أوقاته ويهمشها في الحزن أو التحسر أو الخوف أو القلق أو الكسل والتباطؤ بل يكون حريصًا جدًا على ما فيه النفع والخير له ولأمته، مستعينًا بالله، فالاستعانة عبادة وهي قوة تًعطي الثبات والصلابة والشجاعة للكيان الإنساني، وتعالى الله وتنزه عن التمثيل لكن هب أنّ هناك بناءًا يعمر على وجه الأرض هل سيقام ويرتفع هذا البناء بدون أعمدة؟
وفي رحلة الحرص والعمل على ما فيه النفع فكن مستعدًا فمهما حدثت أو ولجت عليك أمور فلا تعترض، أو تولول، أو تغير إدراكك للندم، أو اللوم ولو أني فعلت لكان كذا وكذا بل ردد دومًا وأبدًا ( قدر الله وماشاء فعل) وهوخيرٌ لي .
ولو فشلت فأن تعمل وتفشل خيرٌ لك من أن لا تعمل وتقف صامتًا باهتًا متفرجًا، فكن قويًا وانطلق للعمل، وافعل كل ما يمكنك القيام به مستخدمًا وسائلك ، وقدراتك، وإمكانياتك، ومواهبك المتاحة التي تعرفت عليها واكتشفتها من خلال المقالات السابقة التي قدمناها لك، في المكان الموجود أنت فيه، معززًا ثقتك بالله ثمّ بنفسك التي آثرت أن تقوم بالعمل
ولا تحطمنّك معيقات، أومثبطات، أو تغيرات طارئة، أو أفكار سلبية تسربت لعقلك الباطن دون أن تشعر، فأحكمت قبضتها عليك، ولاتكن النملة أقوى وأعتى منك وأصلد، تبصرت في أمرها، وأطلقت صيحتها ادخلوا مساكنكم، حتى لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون .
﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 18]
فهذا حسن تبصر للأمر وفعل أًعجب به سليمان عليه السلام فتبسم، فسبحان من خلق هذه العوالم والأمم وألهمها رشدها، وجعل لها لغاتها، وطرائقها في الحياة
ونظامها ، وتخطيطها ومعيشتها .
وصدق الله عندما قال في محكم كتابه العزيز: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنعام: 38](13).
هذه هي الحياة وتقلباتها، وهذه هي الطبيعة البشرية الضعيفة التي تقوى بالله، تقر وتعترف بضعفها فهذه شجاعة تسمى " شجاعة الضعف" والشجاعة خلق إسلامي رفيع، فلمن اجتاحته لحظات ضعف ليس معيبًا أن تقربه، لتستند وترجع وتؤوب وتتوب لمولاك فيمنحك قوة وسداد وحسن توجيه ورشد فتقوى فتقف شامخًا على سطح البشرية قائلًا لنفسك ولمن حولك :
أنا قوي لأجلي ولأجلكم.
فكن قويًا لأجلك، ولأجل من يحبونك ويقدرونك ويستمدون رونق الحياة وسعادتها منك، وابتسم فما عند الله خيرٌ وأبقى قال تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80( القصص


خبيرة العلاقات الأسرية والاجتماعية
Expert in family &social realtions*
http://* www.drhayatalhindi.com
 1  0  22.2K