بيحان لاتهان
أريد الكتابة عن شبوه حتى الفجر ، مفتاح البيضاء الى صنعاء والتي كانت حتى منتصف هذا الشهر اقرب الى سنغافورا من عدن ..
عن الليل الذي صافح القمر على ايقاع دخول الفيالق الى شوارع شبوه ، ومشهد العيون الباكية لمواطنين عاشوا سنين في مربع جغرافي لم يكتب له الحظ أن ينسلخ عن قبضة البرابرة .
أبدأ في الكتابة فتنتصب بيحان امام عيني بشموخ لا يشبهه شيء ..
أشيح وجهي عن النظر اليه بحياء مفاجئ ، واغمغم كمن تورط بالتنصل عن وعد مقدس :
هانت يا بيحان !
الارض التي يعشقها أصحابها لا تهزم ، وبيحان نموذج جيد للاستشهاد بصمود مدينة لم يخذلها أهلها ..
هذه المعركة تتلمس طريقها الى النهاية ، والنهايات المنطقية لهذه المعارك تحفل عادة بمشاهد لا تمحى من الأذهان .
خرجت بيحان من القبضة الحوثية ، ، غادرت القمصان الرثة سفح الجبل وتموضع الرجال الذين يحملون في قلوبهم الحمية والحب لهذالوطن
عجز الحوثيون لشهور طويلة عن استيعاب هذه الحقيقة ، وتحول ثقافة الغرور حتى اللحظة دون تغلغل هذه الحقيقة في ذهنية الكتائب المنتحرة على أسوار بيحان
تصد بيحان ما يعادل ثلاثة زحوف بشكل يومي ، ويدفع الحوثيون بمزيد من الانتحاريين الى محيطه ..
من لهب القذائف وروائح الكتل اللحمية المعلقة على الصخور تتخلق صورة الجماعة التي فشلت في توفير المزيد من الرغيف لمقاتليها فقررت التخلص منهم على أيدي الخصوم بعدما حقنتهم بأفكار تضع الموت في صورة الحلم الذي عجز البشر جميعا عن بلوغه ! .
بيحان هي النموذج الاخير لشموخ مدينة اجترحت البندقية في وقت مبكر من الحرب ، وصارت بعد عامين ونصف من القتال اقرب الى معجزة منها الى مدينة