أعداء النجاح هم رأس كل فساد

ما إن تبرز إمكانياتك وقدراتك التي منحها لك الباري سبحانه، حتى يتطاول الأقزام عليك دون وجه حق ، فيسقط القناع القبيح ويظهر غضب مكتوم يفجر صدره , ويشتعل في أحشائه ناراً, همه الكبير زوال النعمة عن الآخرين، ولا يريحه إلا انطفاء العظمة ، إذ لا تكف محاولات أولئك في التعرّض لنجاح الآخرين والتشكيك به وزرع الشبهات حوله , فهم في كل واد يتيهون وينفثون في مسارات الناجحين كثيراً من السّموم، ويتقنون رمي العصي في طريق الراكضين.
حقيقة أن درب التفوق والفلاح يعلو وينحدر ويتسع ويضيق لكن مساره واحد: العزم والصبر والصدق والثقة بالنفس والاطمئنان والتوكل على الله, ومادام الإنسان يسطع ويلمع ويعطي ويبني فهو بلا شك سيتعرض لحرب ضروس لا هوادة فيها , فالناس لا ترفس كلبا ميتا , والجالس على الأرض لا يسقط، والقافلة تسير والكلاب لا تكفّ تنبح.
لذلك فأن النجاح الذي نحققه في حياتنا الشخصية والمهنية يكشف لنا في المقابل عن نفسيات غريبة وعجيبة، فمنهم الفاشل الذي يريد أن يعمم تجربة فشله على الآخرين، ومنهم الحاقد الذي لا يسره هذا الإنجاز أو ذاك المجهود، ومنهم المغرور ممن يرى نفسه فقط في القمة وكأنها وُجدت له، وجميعهم في النهاية يحاولون إحباط أي مشروع يقودنا للنجاح والابداع , ولكن هيهات هيهات فمع انبلاج الصبح وسطوع الشمس يطلع علينا يوم جديد يظهر فيه الزيف والريب ، وإن غدا لناظره قريب, فالحياة رحلة، والطريق ممتدة ولا أماني تتحقق دون جهد وتعب , فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , ولا يحق إلا الحق وكل إناء بما فيه ينضح..