المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 25 أبريل 2024
حصة بنت عبدالعزيز-الرياض
حصة بنت عبدالعزيز-الرياض

عن حصة بنت عبدالعزيز-الرياض

لهم عربدة الكلام
ولي لمعان آلصمت
حصة بنت عبدالعزيز كاتبة إعللامية سعودية

الأم كيان الأسرة

الحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بكماله وجلاله حمداً يُوازي نعمته علينا بالإسلام العظيم ، اللهم صل وسلم على خير المُرسلين، النبي الأُمِّي الصادق الوعد الأمين.
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك مع عبادك الصالحين.
أبدا مقالي بقوله تعالى :ـ
( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) {الكهف:46}،
أبنائنا زينة الحياة الدنيا وخليفتنا من بعدنا وأمانة في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم ، وسوف نسألٌ عنهم يوم القيامة ، وكفانا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" .. ف الضياع قد يكون أخلاقياً ، وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ، وقد يكون مادياً .
عزيزتي الام :ـ
الحب هبة ونعمة من الله على الانسان منذٌ خلق الخليقة ، فإن النصيب الأوفر من هذه النعمة يكون لمن هو مؤهل لها من حيث التكوين ، ألا وهي المرأة دون الرجل ، لأنها منبع الحب ونهر متدفق من الحنان والعاطفة ومهما قست عليها الأيام لا تتكاسل في العطاء بل تزداد وتحن أكثر من الرجل لأنها اختصت من قبل البارئ عز وجل بالعاطفة والحنان ، فان حب القيم الدينية والأخلاقية تغرسه الأم بنجاح وبطريقة لا إرادية في نفسية طفلها وهذه حقيقة أكدتها الشريعة وتعاليمنا الدينية، فذاكرة الطفل صفحة بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود من أمور وأخلاقيات مكتسبة ،ولأن الطفل مقلد ومبدع في تقليد أبويه يجب أن نراعي سلوكياتنا وأخلاقنا أمامهم لنزرع فيهم القيم والأخلاق الحميدة، ونوجههم التوجيه التربوي الصحيح ،لنجني في المستقبل نحن والمجتمع والوطن بشكل عام ما زرعناه فيهم من سلوك وأخلاق .
عزيزتي الأم :ـ
إن الأطفال فيهم طاقة لا محدودة ،من الحركة والذكاء والكلام ومعرفة ما يدور من حولهم ،وقد يكون بأحد تصرفاتهم العفوية سبباً ليوقعك في إحراج مع الغير، ولكن لابد من التصرف السليم وكظم الغيظ وعدم تعنيفهم، كي لا تنكسر شخصيتهم لأن الطفل لايدرك معنى تصرفه الذي بدر منه في مقتبل عمره ، وبما ان فيهم مخزون طاقة لا محدود من الحركة والكلام ،وايضا طريقتهم في الأكل تصدر منهم بعفوية لا مبالين بتلك التصرفات .
عزيزتي الأم :ـ
فقبل أن ننثر البذور علينا أن نختار الأرض الصالحة للزراعة ، ثم المناخ المناسب لنمو هذه البذور، حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات ، يسُرُّ القلب والعين .. لنتبع هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام وكيف ربى أبناءه ليوجهنا في تربيتنا لأبنائنا وتحسين سلوكهم .. ونحن جميعاً قد مررنا بظروف ومشاكل مع أبنائنا وقد تكون أوقعتنا في إحراج كبير مع الآخرين .. يظن الطفل أنها أشياء عادية تقال أو تصرف عفوي أو حركة لا إرادية منه .
عزيزتي الأم :ـ
سوف أسرد لكِ قصة حصلت مع، إحدى الأمهات في تقويم سلوك طفلتها
قالت .. تجربتي في تقويم سلوكيات إحدى بناتي ،عندما كانت تبلغ من العمر خمس سنوات ،كانت سريعة البديهة، لماحة لما يدور حولها، فيها نسبة ذكاء و كثيرة الكلام ( بالعامية ) ثرثارة ،لا تكف عن الكلام ربما كان الرغبة منها حب الاستطلاع واستكشاف العالم من حولها ، وقدرتها العالية على التواصل الاجتماعي هذا شيء جيد يصدر من طفلة لم يتجاوز عمرها الخامسة ،ولكن بعد التحاقها بالمدرسة ولله الحمد كانت متفوقة في دروسها ،والكل يثني على أخلاقها العالية لأني زرعت فيها الثقة لما وجدت فيها من حب الاستطلاع ،ولكن هناك خصلة بقيت عالقة فيها وهي الثرثرة الزائدة بمناسبة وغير مناسبة والجميع يشكو من كثرة ثرثرتها ، فهي تحب الكلام وإظهار معلوماتها وذكائها ،وكم أوقعتنا في إحراج مع الاقارب وحتى الجيران ، حينما نتحدث في شيء مع الآخرين وفي سياق الحديث تقاطعنا وتكشف المستور من أمور لا يحق للآخرين الاطلاع عليها، ولكن طفلتي صغيرة ،لاتعي ما تقوله ولاتدري أنها بذلك افشت سر من أسرار أسرتها، ومع المحاولات المستجدة لإصلاح وتقويم سلوك طفلتي الصغيرة وإعلامها أن تصرفها ليس صحيح وأن هذا السلوك يبعد عنها الصديقات لأنها بذلك لا تحفظ شيء من أسرارهن ولكن سن الطفولة مازال وحب الظهور واثبات الذات أمام الأخرين موجود .
. سألتها كيف عالجتي الامر هل بالحكمة والروية أما بتعنيف ؟
قالت : كانت إحدى قريباتي أخصائية خدمة اجتماعية ، فأطلعتها على المشكلة ، فوجهتني توجيه سليم فقالت أسمعي لها حينما تتحدث ووظفي كل كيانك لها لتشعريها أنها محط أهتمامك ،و أخبريها أن لا تفصح عن أي شيء حتى تٌسأل ،فتقوم هي بالإجابة ، وبذلك لن تتكلم تنتظر من يسألها ،وبهذا الأسلوب تعززين في نفسها الثقة وانها محط الانظار ،
فقالت الأم . مع التوجيه والمراقبة والتواصل مع معلمتها اجتازت هذه المشكلة ولله الحمد، ومع نموها أصبحت أكثر إدراكا للأوضاع ، وهي الان طالبة جامعية أصبحت فتاة مكتملة والكمال لله وحدة ، فصيحة اللسان ذكية يعتمد عليها في أمور كثيرة .
فعلاً ينبغي الصبر على الأطفال ، ولا تكون المعالجة سريعة وقاسية ، ففي البداية ينبغي على الأم أن تشعر طفلها بأنها تحب أن تسمع أحاديثه ولديها الرغبة في الاستماع إليه ومشاركته أحاديثه.
ولابد أن نخبر أطفالنا ونعلمهم أن هناك أوقات لا يمكننا أن نستمع فيها إليهم إما لتعبنا أو لانشغالنا ، وأن عليهم احترام ذلك ويجب أن يكون هناك حلقة وصل بين الام والمعلمة ، وأن تتفق معها وكل من يتعامل مع الطفل في نفس الوسائل والخطوات العلاجية .
 1  0  12.6K