المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

دعو البشوت لأصحابها



قديماً كانت البشوت (المشلح) رمزاً للحكمة والكرم والوقار وسعه الدين لمرتديه ، وكان أيضاً القدماء يعرفون جيداً بأن البشت ليس هو إلا بمثابة جائزة يتقلدها من هو أكثر الناس قيادة ، ومنفعة للمجتمع ، وبئراً عذبة ، يجود للناس مما اكتسبه من العلم ، والنفع ، وما أثرته الدنيا من خبرات حتى أصبحت ضالته التي يبتغيها، ويجعله موضع ثقة الناس ، سواءاً كان ذلك على مستوى القبيلة أو المجتمع بأكمله . ولكن مانراه اليوم عكس ذلك تماماً. .
فقد أصبح يرتديه ، كل من هب ودب ، نظراً لماحدث عليه من تطور ، يسال لها اللعاب ، وحيث بات أيضاً يختلف في ألوانه ، وصناعته ، وفخامته ، مما جعل البعض من الناس قد يقتنيه ، لأسباب ومبررات مقنعة للمجتمع ، فقد يكن عريساً متمثلاً ومتهندماً لاستقبال ضيوفه وعروسة ، أوممثلاً لجهة عمله ، أوقبيلته ، أوبلده ، في المحافل الرسمية ، أو إماماً لمصلى الجمعة ، كل هذا مقبول ، لايختلف عليه أثنان إطلاقا ، إلا إن الأدهى والأمر، عندما نرى البعض قد اقتنى هذا البشت وهو ليس من هذه الشريحة ، وإنما محاولة وأماني وإحساس داخلي يجعله يشعر انه ينتمي لهذه الشريحة ، فما أن يسمع بمناسبة ، أو قد يدعى لها ، إلا ونجده قد أتى مسرعاً ومعه ذلك البشت ، الذي ربما قد ارتداه (بالمقلوب) أووضعه على كتفيه وبات يترنح يميناً ويساراً ، وكأنه يقلد ( البطريق ) في مشيته ، أو أخذ يجرجره ( يسحبه ) ورائه وكأنه طاووس ، كل ذلك يندرج تحت مايسمى بمرض (الهياط والمهايطه ). فلم نعد نعرف في مناسبات الأفراح ، العريس من شيخ القبيله ، الكل عرسان وشيوخ ، وقد تسلم على أحدهم ظناً منك إنه العريس أوشيخ القبيله ، وقد تأخذه بالأحضان ، وتكتشف إنه مايسوى ربع قيمة البشت الذي يرتديه ، وكذلك في المناسبات الرسمية ، لم نعد نعرف المسؤل من المواطن ، وقد تتورط كذلك في من ليس له ناقة أو جمل ، أتى مع الخيل ياشقرا ( يدربي راْسه ) حيث أصبح الجمع مسؤلين ..
إن مثل هؤلاء المصابون بمرض ( الهياط) قد أساؤا وتسببوا هداهم اللَّه في تشويه مكانت ذلك البشت ، الذي يعد رمزاً للوجاهة ، والوقار ، والمكانة الاجتماعية ، التي اعتاد عليها الأمراء ، والشيوخ ، والأعيان والوجهاء ، في المجتمع ، الذي يعتبر حق من حقوقهم .
إن ارتداء (البشت ) ياساده ياكرام ، يحتاج مهاره ، وتكتيكًا خاصًا، لا يتقنه إلا أصحابها، ومنهم أهلاً لذلك ، ويعلمون الهدف من ارتدائه .. فإن لم تكن ذاك المعني ( فدع البشوت لاصحابها). ياطويل العمر ، وردد ، رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ، ولا تكن ممثلاً على خلق الله.
أتمنى أن يصدر قراراً حاسماً يُحد من هذه الظاهرة ، حفظاً لاصحاب الحق حقوقها . وإحتراماً لهذا الرمز من عبث العابثين .

ختاماً :
إن القيمة الحقيقية ياطويل العمر ليست بالبشت ، بل بمن يرتديه.
بواسطة : مصلح الخديدي
 4  0  19.0K