أين انتم؟

من مميزات اي دعاية أن تكون لافتة للنظر وان تصل لأكبر عدد ممكن من الناس وان توصل الرسالة المطلوبة منها بوضوح. وان يكون عنصر التشويق فيها يشد المستقبل حتى تصل الرسالة واضحة جلية. كل هذا مفهوم ومطلوب ولا غبار عليه. ولكن من المؤسف جدا أن يوكل بعض رجال الأعمال الدعاية لمنتجاتهم لبعض شركات أعمال لا تفقه شيئاً في فن الدعاية والإعلان، وتسيء للمنتج بدلاً من أن تسوق له. ليس هذا فحسب بل تسيئ إلى بعض القيم والثوابت الاجتماعية، أو لشعب من الشعوب، أو جنسية محددة، وأحيانا تتضمن مخالفات دينية وتمر علينا دون انتقاد أو استنكار أو استهجان منا.
وبعض الأمثلة المؤلمة التي شاهدتها وتمنيت أن لم أشاهدها لأنها وجهت إساءة صريحة ومخالفة . وكم تمنيت تدخل الوزارات المعنية للتصدي لتلك الإعلانات وعدم نشرها وإيقافها عند حدها بل ومجازاة تلك الشركات بما تستحقه من جزاء رادع كإيقاف وغرامات وغيرها.
فقد قامت أحدى شركات الدواجن بعمل دعاية للدجاج تنص أن أحد الاولاد يطلب من والده أن يطلق أمه لأنها لا تستخدم دجاج تلك الشركة مثل ام زميله. وقبل أيام ورد على شكل خبر عاجل يقول ان رجل ستيني من مدينة جده قتل ابنه لأنه سرقه وكسر الخزانه واختلس مبلغ من المال وعند سؤال الولد اعترف لوالده بالسرقة وأنه تاجر بالمبلغ في شركة مرابحه فدفعه والده وسقط ميتا . وبعد مرور اسبوعين وصل شيك بضعف المبلغ باسم الولد من شركة المرابحة. فندم الأب على قتل ابنه. طبعا الخبر مكذوب والهدف هو دعاية لشركة المرابحة.
ونسوا ان مثل هذا الخبر المكذوب يسيئ إلى أبناء الوطن العزيز وقيمنا الغالية ويستخف بعقولنا. وغيرها الكثير والكثير.
وفي مقالي هذا اناشد الوزارات المعنية كوزارة الثقافة والإعلام ووزارة التجارة والصناعة، وغيرها أن تتكاتف في وجه تلك الشركات وتمنع مثل تلك الترهات التي تسيى لديننا ومجتمعنا ووطننا الغالي .
دمت يا وطننا عزيزا كريما آمنا شامخا منتصرا. وحفظ الله شعبك وحدودك وحكومتك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


اديب وكاتب = صاحب أكبر متحف بمنطقة المدينة المنورة
ومنتجع الملوك السياحي بمحافظة