الرأي والرأي الآخر ...
من الطبيعي حرية الرأي هي القدرة على التعبير حول الأفكار المختلفة دون أي قيود أو خوف أو رهبة ، وذلك إن لم تعارض القوانين الشرعية أو العرفية .
والاختلاف بين البشر في الأراء هو أمر صحي وطبيعي ، ومن المستحيل أن يتفق جمعُ كبير من الناس على رأي واحد ولا يوجد هناك فيما بينهم تباين واختلاف ، ولكن المصيبة الكبرى والكارثة العظيمة هو في الاختلاف في الرأي في مجتمعنا الصغير الذين يظن البعض فيه بأن مخالفتهم الرأي والاختيار هو بمثابة العداء الكبير الذي يحمله الطرف الآخر لهم.
ومؤكد أنهم على خطأ كبير في فهمهم هذا، ولكن كيف يفهمون ذلك!!
وهم يتعصبون لرأيهم ويرونه بأنه الأصوب والأصح من وجهة نظرهم..
فيزرعون في قلوبهم الحقد والكراهية والانقسام تجاه الطرف الآخر
ولنا هنا وقفة ...
فثقافة الرأي والرأي الآخر لابد أن تبنى على احترام الفكرة المخالفة .
وللأسف الشديد فنحن في الوطن العربي تنتشر لدينا فكرة التعصب ونبذ الرأي الآخر
مع أن ديننا الحنيف كفل لنا ذلك !
ولكن التصلب للرأي والاعتزاز به والدفاع عنه بشكل عنيف وتسفيه الرأي الآخر والتقليل من شأنه هي من أبرز أسباب التوتر والخلافات بين الناس.
فلا يعني رأيي في موضوع خلاف رأيك بان تكون عدوي وتنظر لي بمنظار الدونية والتسفيه فهذا ليس من الأدب في شيء.
ولكن لابد أن أقبلك برأيك وتقبلني برأيي
فنحن وأن اختلفنا في الرأي او الاختيار فإنها تجمعنا المحبة والوئام .
فرأيي ملكي ورأيك ملكك ، وفي النهاية فلدي اقتناع كامل بما أرى وأنت لديك اقتناع كامل بما ترى .
وقد أكون على خطأ والعكس ، فلا نجعل هذا الرأي بيننا هو سبب تباعدنا وفرقتنا ،
احترم رأيي كما احترم رأيك واترك لي مساحة كافية اعبر فيها عن ما يدور في خلدي وأنا كذلك .
فكم من فرقة حصلت باختلاف رأي!؟