ريادة الأعمال أعظم من تنظيمها
تعتبر ريادة الاعمال في مفهومها مصطلح قديم متجدد ، تعتمد في مضمونها على نظرية التدمير البناء او التدمير الابداعي ، هذه النظرية -التدمير الابداعي- التي تنسب لعالم الاقتصاد "جوزيف شومبيتر" تنص على على ( أن اقتصاد السوق سوف يجدد نفسه بإستمرار من الداخل بالتخلص من الأعمال القديمة والفاشلة ثم أعادة توزيع الموارد على الأعمال الأحدث والأكثر إنتاجية) ، الامر الذي يجعلنا نصف ريادة الاعمال بأنها تلك الاعمال التي تهدف لإنشاء منظمات جديدة أو تطوير منظمات قائمة تطوير جذري لتستجيب للفرص الجديدة ليطغى تواجدها على الاعمال القديمة ويدمرها ، تماما كما فعل "امازون" و "فيس بوك" او كما فعلت "تيسلا".
فلا يصح ان نطلق هذا المصطلح على كل عمل قائم ولم يتجدد ، و ان اختلف في شكله وتجدد ولكن بقي على مضمونه القديم ولم يتغير.
اشخاص مثل "مارك زوكربرغ" و "اليون موسك" و "جيف بيزوس" هؤلاء هم فعلا رواد اعمال ، حملوا لواء الريادة ، فقدموا مشاريع جديدة كليا غيرت كثيرا من المفاهيم السابقة و دمّرت كثيرا من المشاريع القديمة.
الا اننا مؤخرا اصبحنا نسمع بهذا المصطلح وقد اطلق جزافا على من استحق ومن لم يستحق ، فكثير ممن انشأوا منظمات تجارية -وان لم تكن جديدة او متجددة في مضمونها- اطلقوا على انفسهم واطلق عليهم المجتمع -جهلا ام عمدا- مصطلح رائد اعمال.
في الحقيقية فإن رواد الاعمال في العالم قليلون ، وفي العالم العربي نادرون ، واذا اردنا ان نضع المسمى في مكانه ونطلقه على من يستحقه فعلينا ان نرى رائد الاعمال كما رآه وعرّفه "شومبيتر" حيث عرّفه : بأنه ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل "فكرة جديدة" أو*"أختراع*جديد" إلى*"ابتكار*ناجح".
ولعل ماحدث من لبس في مفهومه نعزوه الى الخلط بين ريادة الاعمال وتنظيمها ، فكثير من هؤلاء التجار هم مقلدوا و منظموا اعمال في الاساس لا رواد ، ابدعوا في تقليد واستنساخ و تنظيم الاعمال ، الا انهم لم يصلوا لمرحلة الريادة والابتكار.
قد لا يكون ذلك نقصا فيهم بقدر ما هو نقصا في البيئة المحيطة بهم ، فللريادة بيئة لا يصلح ان تنشأ في غيرها ، من سمات هذه البيئة التشجيع على الابداع والابتكار ، ولا يتم ذلك الا بخلق بيئة منفتحة على الافكار الجديدة ، متجددة في انظمتها بشكل سريع لتواكب هذا التجديد والتغيير السريع في الافكار.
فتطبيق مثل "اوبر" على سبيل المثال لا الحصر ، لم يكن ليولد في بيئة غير بيئة الولايات المتحدة الامريكية ومثيالتها ، ذلك ان هذه البيئة اثبتت على الدوام حبها للابتكار وتشجيعها على الاختراع والتجديد ، فذللت امامها -أي الافكار- العقبات ، وسهّلت وجدّدت الانظمة و الاجراءات بنفس سرعة ونسق تجدد الافكار والاعمال.
و بالمقابل فإننا نرى نفس الفكرة حين تم استنساخها في العالم العربي حوربت وضيّق عليها ، بل انه وبعد مضي سنوات عليها الا انها مازالت لم تحظى بكامل التراخيص النظامية ، فها نحن مازلنا نرى ونسمع عن جهة ترخصها وتسمح بها ، وجهة اخرى تمنعها وتجرّمها.
هذه البيئة التي لا تتسم بتناغم الاجراءات فيها وسهولتها هي حتما بيئة طاردة للابتكار والتجديد ، بيئة تبعث رسالة خفية لصاحب الفكرة و لصاحب رأس المال على السواء أن استثمر في القديم و دع عنك الجديد و التجديد.
الخلاصة : بإعتقادي أن ماقامت به بعض الدول العربية في تهيئة حاضنات ومسرعات اعمال ودور رعاية ودعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير رؤوس الاموال لهي خطوات ايجابية وممتازة إلا أننا لنصل لمرحلة "ريادة الاعمال" فينبغي لنا البدء أولاً في تهيئة البيئة تهيئة صحيحة ، فأول هذه الخطوات هي تذليل العقبات عبر تسهيل الاجراءت وتظافر الجهات والوزارات وتحديث الانظمة بشكل متسارع يخلق تناغم مع تسارع الافكار وتجددها ، ثم بعد ذلك يأتي دور الحاضنات ورأس المال الجرئ لا العكس.
فلا يصح ان نطلق هذا المصطلح على كل عمل قائم ولم يتجدد ، و ان اختلف في شكله وتجدد ولكن بقي على مضمونه القديم ولم يتغير.
اشخاص مثل "مارك زوكربرغ" و "اليون موسك" و "جيف بيزوس" هؤلاء هم فعلا رواد اعمال ، حملوا لواء الريادة ، فقدموا مشاريع جديدة كليا غيرت كثيرا من المفاهيم السابقة و دمّرت كثيرا من المشاريع القديمة.
الا اننا مؤخرا اصبحنا نسمع بهذا المصطلح وقد اطلق جزافا على من استحق ومن لم يستحق ، فكثير ممن انشأوا منظمات تجارية -وان لم تكن جديدة او متجددة في مضمونها- اطلقوا على انفسهم واطلق عليهم المجتمع -جهلا ام عمدا- مصطلح رائد اعمال.
في الحقيقية فإن رواد الاعمال في العالم قليلون ، وفي العالم العربي نادرون ، واذا اردنا ان نضع المسمى في مكانه ونطلقه على من يستحقه فعلينا ان نرى رائد الاعمال كما رآه وعرّفه "شومبيتر" حيث عرّفه : بأنه ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل "فكرة جديدة" أو*"أختراع*جديد" إلى*"ابتكار*ناجح".
ولعل ماحدث من لبس في مفهومه نعزوه الى الخلط بين ريادة الاعمال وتنظيمها ، فكثير من هؤلاء التجار هم مقلدوا و منظموا اعمال في الاساس لا رواد ، ابدعوا في تقليد واستنساخ و تنظيم الاعمال ، الا انهم لم يصلوا لمرحلة الريادة والابتكار.
قد لا يكون ذلك نقصا فيهم بقدر ما هو نقصا في البيئة المحيطة بهم ، فللريادة بيئة لا يصلح ان تنشأ في غيرها ، من سمات هذه البيئة التشجيع على الابداع والابتكار ، ولا يتم ذلك الا بخلق بيئة منفتحة على الافكار الجديدة ، متجددة في انظمتها بشكل سريع لتواكب هذا التجديد والتغيير السريع في الافكار.
فتطبيق مثل "اوبر" على سبيل المثال لا الحصر ، لم يكن ليولد في بيئة غير بيئة الولايات المتحدة الامريكية ومثيالتها ، ذلك ان هذه البيئة اثبتت على الدوام حبها للابتكار وتشجيعها على الاختراع والتجديد ، فذللت امامها -أي الافكار- العقبات ، وسهّلت وجدّدت الانظمة و الاجراءات بنفس سرعة ونسق تجدد الافكار والاعمال.
و بالمقابل فإننا نرى نفس الفكرة حين تم استنساخها في العالم العربي حوربت وضيّق عليها ، بل انه وبعد مضي سنوات عليها الا انها مازالت لم تحظى بكامل التراخيص النظامية ، فها نحن مازلنا نرى ونسمع عن جهة ترخصها وتسمح بها ، وجهة اخرى تمنعها وتجرّمها.
هذه البيئة التي لا تتسم بتناغم الاجراءات فيها وسهولتها هي حتما بيئة طاردة للابتكار والتجديد ، بيئة تبعث رسالة خفية لصاحب الفكرة و لصاحب رأس المال على السواء أن استثمر في القديم و دع عنك الجديد و التجديد.
الخلاصة : بإعتقادي أن ماقامت به بعض الدول العربية في تهيئة حاضنات ومسرعات اعمال ودور رعاية ودعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير رؤوس الاموال لهي خطوات ايجابية وممتازة إلا أننا لنصل لمرحلة "ريادة الاعمال" فينبغي لنا البدء أولاً في تهيئة البيئة تهيئة صحيحة ، فأول هذه الخطوات هي تذليل العقبات عبر تسهيل الاجراءت وتظافر الجهات والوزارات وتحديث الانظمة بشكل متسارع يخلق تناغم مع تسارع الافكار وتجددها ، ثم بعد ذلك يأتي دور الحاضنات ورأس المال الجرئ لا العكس.