المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

السعادة مفهوم يخصك أنت ..!



أطرب كثيراً وأستمتع لتلك الحوارات الفكرية الراقية وأجدني سعيداً جداً بأي تبادل فكري حول موضوع ما ، بالأمس وعبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي طٌرح موضوع السعادة كمفهوم وتم ربطه ببعض العوامل الخارجيّة، والمتتبع لمن تناولوا هَذَا المفهوم النفسي النفيس يَجِد البعض ربطها بمواضيع عديدة مثل الطّعام ، العملِ ، وأكثرها تردداً المال ، وكل هذه المواضيع وأكثر ترتبط بفكرة أساسية مفادها أن سعادتنا ترتبط بظروفنا الخارجية.والبعض تجاوز كل الحدود في التطرّف والمغالاة ليجعل مفهوم السعادة مجرد هرمون..! متى ما زاد تعاظمت السعادة ومتى ما فقد أو قل فأنت في خطر أن تفقد هرمون السعادة وبالتالي تفقد سعادتك.
أعتقد بأن مفهوم السعادة يختلف مَن ثقافة لأخرى وحتّى في نفس الثقافة يختلف مَن جماعة لأخرى بل وأكثر مَن ذَلِك فَهُو بالتأكيد يختلف مَن فرد لآخر ولكنّ السعادة كمشاعر يتّفق عليها الجميع فتتضح في سلوك الأشخاص حتّى وإن حاولوا إخفاءها فنرها في العيون وعضلات الوجه وحركات الجسد . أن السعادة تتكوّن من شقين أساسيين الأول علَى مستوى الأفكار والثاني علَى مستوى المشاعر والَتِي ينتج عنها سلوك الشخص السعيد . ولعل المثال يوضّح المقال فَلَو أننا أخذنا شخصين مَن نفس الثقافة وربح كلاً منهما رحلة مجانية لقضاء نِهاية الأسبوع علَى أحد الشواطئ فشعور السعادة بالربح سوف يظهر عليهما لوجود أفكار ومعتقدات حوّل الربح المجاني أو الحظ أو غيرها من الأفكار الخاصة بكل شخص ولكن ....وَعِند استلام الجائزة قَد ترى أحدهم تناقص شعوره بالسّعادة وذاك بسبب أفكار أثارتها معتقدات عَن الوِحدة في السّفر مثلاً . مثال أخر وجد باحثون أن الأشخاص الذين يتعرّضون للإصابة بشلل نصفى سفلي علَى أثر التعرّض لحوادث يعودون لحد بعيد (ولكنّ ليس بصورة بكلّية ) لمستويات سعادتهم الأساسية خلال أشهر (بريك،1982). فلماذا عادت السعادة لهم على الرغم من عظيم فقدهم ...؟ ولماذا لم تكتمل سعادة من ربح ؟
في اعتقادي السعادة مفهوم يتأثر كثيراً عِند الأشخاص بسمات شخصياتهم وخبراتهم وتجاربهم الحياتية لتشكل كل تِلْك العوامل أفكار تَكُون معتقداتهم حول السعادة ، وهُناك عبارة في مسرحية هاملت لشكسبير كان يستشهد بها عالِم النفس ألبرت اليس تقول " ليس هنالك شيء سيّء أو غير جيد ، ولكن تفكيرنا هو الّذي يجعله كَذلِك" وهذه هي حقيقة الأفكار .
أن السعادة مفهوم يسْتَطيع الشخص القتال لصنعه فَهُو يَحتاج للتوافق النفسي مَع الذّات والنَّاس(الرضا) والسعي للعمل لتحقيق الأهداف (الإنجاز) وبناء الأمل .
أن تَكُون سعيد فهذا قرارك أنت مهما كانت الظّروف ومَن المهم أن يشكّل علَى مستوى الأفكار فالأفكار مثل الأشجار نزرعها ونعتي بها لنجنى الثمار.
أخيراً قال تعالى في سورة هود : (يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ) (105) فتحقق السعادة في هذه الآية الكريمة بين بأن النفس تسعد بما عملت مَن خَيْر نتيجة أفكارها ومعتقداتها في الحياة الدنيا التي تُرجمت لتحقيق العبودية لله سبحانه تعالى .
زبدة الْكَلام (يشعر المرء بالمتعة لأنة سعيد ، وليس العكس )
بواسطة : ماجد الهذلي
 0  0  15.9K