المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
مصلح الخديدي
مصلح الخديدي

أتمنى أن أكن فاسداً- ولكن



لكل إنسان في هذه الحياة أماني كثيرة ، فأمنيتي وربما أمنية غيري ، أن( أكن فاسداً) درجه أولى ، ولكن قد أحتاج لفاسد متفرغ ، بين قوسين ( متطوع ) يعلمني أساسيات الفساد ، وأيضاً يعلمني أمراً في غاية الأهمية ، وهو كيف أقتل ذلك ( الضمير) المزعج ، لأرتاح منه ومن تأنيبه ، لأني أحياناً قد أغبط الكثير على ماهم عليه ، وبالمقابل أجد أن هناك أشخاص كل ما رأيتهم ، أو سمعت عنهم ، تزداد غبطتي وتتحول إلى حسد مدمر ، يكاد يحرقني على ماهم فيه من نعيم ، ناتج عن ممارساتهم للفساد ، الذي يجعلني أشعر بإحتراق داخل نفسي الف مره في اليوم ، شوقاً ولهفة وأمنية ، (لأكن مثلهم فاسداً) ، إلا أن مشكلتي أكبر من إيجاد ذلك ( المتطوع الفاسد) فالفاسدون كثر ، بل أن المشكله تنحصر في الحظ ، الذي لم يحالفني ، لأدخل دائرة بلادتهم ، وذاك الضمير الذي لم يمت بعد ، حيث بات جرس إنذار ، يراودني بين الفينة والأخرى ، لا يكف عن القرع ، مما جعل حياتي لاترى الفرص السانحة للثراء السريع ، وأصبحت أعيش تحت مسمى ( مواطن شريف) سجيناً للقروض والديون ، جراء مايرتكبه الفاسدين ، وكذلك عقلي لازال يمددني بأفكار عن قباحة الفساد والمفسدين ، وما يفعله فسادهم بحياة الآخرين ، وأيضاً قلبي رغم حسدي لهم ، لا زال يمقتهم ، ويتمنى زوالهم ، لأن جشع هؤلاء الفاسدين قد سلب أرواح بريئة ، واستحوذ على حقوق الآخرين دون وجه حق ، فمن لايحسدهم على هذه البلادة (المربحة) ليس لديه شعور ، أو قد يكون ضميره حي ، وهذا يعتبر من أحد أنواع العذاب الذي يعيش به الإنسان ، عفواً المواطن ( الشريف ) طيلة أيام حياته ، ويعيش بين تناقض مزمن ، بين كاره ومبغض للفساد والمفسدين ، وبين حاسد لهم متمني نعيمهم ، وقد لا ينتهي هذا التناقض إلا بعد أن يصبح فاسداً مثلهم ..
وبما أني مواطن شريف ، وضميري لازال حي ، وقلبي لازال يمقتهم ، فسأظل شريفاً باْذن الله ، ولن أحيد عن مباديء .
ولكن امنيتي أن يستمر القضاء على الفاسدين حتى يطال أصغر فاسد في المجتمع ، كما طال كبار الفاسدين ، على يد سيدي : خادم الحرمين الشريفين ، وسمو سيدي: الأمير محمد ابن سلمان ، ادام الله عزهم ، وحكمهم العادل ، فالفساد شجرة خبيثة ، لابد من إجتثاثها من جذورها تماماً حتى لاتنبت ثم تكبر مرة ثانية ، وليرتاح المواطن الشريف من وجودها وينعم في خيرات هذا الوطن العزيز ، وتذهب أمنيات أمثالي أدراج الرياح .

ختاماً:
الفساد جريمة قتل مؤجله ، فلوكنت قاضياً لحكمت على الفاسد بقضيتين ، الاولى الفساد والثانية قتله لضميره .
بواسطة : مصلح الخديدي
 0  0  18.8K