جودة .. بمداد الورق!
بقلم/صالحه عريشي:
الجودة والجودة الشاملة من المصطلحات الحديثة التي أصبحت تتداول على مسامعنا بشكل أوسع مؤخراً في جميع مجالات٠ العمل.
وحين نتطرق الى مفهوم الجودة نجد انه يعني ويلخص إتقان الاعمال وتحسينها والتطوير المستمر لها لينتج عنها أداء الاشياء الصحيحة بطريقة صحيحة ومن المرة الاولى
هي عملية تستفيد منها كل منظمة او مؤسسة في إتقان إنتاجها وتنال ثقة المستفيدين بها.
الجودة تهدف بذلك الى خفض التكاليف التي تنفقها تلك المنشأة والى تقليل الوقت وتطوير العاملين ومشاركتهم جميعا لتحقيق الجودة المنشودة
الجودة هي مشروع بحد ذاته ، ان أرادت أي منشأة تحقيقه وبلوغه فعليها أن تدرس إمكانياتها قبلا ، وتعد خطتها وتشارك جميع عمالها في التنفيذ بتعليمهم اولا وتدريبهم على متطلباتها ، ثم تستعد للمتابعة والتحفيز لدفع موظفيها لمزيد من الإنتاجية ، والتقيم المستمر لماتقدمة ولرضا المستفيدين عن ماتقدمه من خدمات حتى تتحقق الجودة.
الجودة ليست حبرا على ورق تتحقق بمجرد قرأته!
والجودة لاتتحقق بتهرب البعض من العاملين بالمنشأة من مسؤولياتهم تجاهها!
والجودة لاتتحقق بكسر شروطها احيانا او لغياب الإمكانيات المطلوبة لها!
فلن تنجح اي منشأة هكذا بالجودة أبدا
وستكون كل الجهود المبذولة هباءا منثورا ، ولا تكون الجودة هنا الا مداد على ورق!
وماتحقق منها الا زيادة تكلفة وضياع أوقات ثمينه خاصة في المجالات الصحية فالسلعة هناهي أرواح البشر ، والجودة في الخدمات الصحية هي أوجب ماتكون
فقد قال الله تعالى: { ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا }
لنراجع أنفسنا ولنعلم غيرنا أن الجودة حتى تنجح فلابد من مشاركة اكبر مسؤول فيها الى أصغر عامل بها فهي نشاط وفرض جماعي ينبغي التدرب على طريقتها والعمل بمتطلباتها ، فوحدها الممارسة من تنقل الجودة النظرية الى عملية ملموسة فعلية على أرض العمل ، حتى يتحقق النجاح ومن ثم المحافظة على ذاك النجاح والاستمرار فيه
قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: " أن الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه "
نسأل الله أن يعيننا جميعا على إتقان أعمالنا والفوز برضا ربنا ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..