فينا جن بِسْم الله الرحمن
هناك مساوىء نعيشها ونتعايش معها يومياً ، هذه المساوئ قد تجرفنا أحياناً حتى نعتقد أنها تندرج تحت مسمى الجنون ، ونسلم بها ، والجنون بريء منها.
حيث أننا في أغلب الحالات نتصور أنفسنا ملائكة محاطين بشياطين ، والحقيقة لسنا مجانين ولسنا محاطين بشياطين ، بل ( فينا جن بِسْم الله الرحمن ) دائماً نخشى الناس أكثر مما نخشى رب الناس ، نخاف ( العين والحسد ) أكثر مما نخاف سخط الله ، حتى حولنا سعادتنا الى صندوق أسود لا نكشف سره حتى نموت ، إيمانا منا أن ( الزين عندنا والشين حوالينا ) ولم نحمد الله على نعمة التي لاتعد ولاتحصى .
نكثر من الشكوى والتشكي والتذمر ، لدرجة أننا قد نخفي أيضاً أفراحنا وننشر أتراحنا ، وفي الوقت نفسه قد نتلصص على غيرنا ، حتى يعترينا الهوس بأنا مراقبون ، نتلفت ذات اليمين وذات الشمال ، خشية أن تسقط منا ضحكة سهواً ونحسد على مانحن فيه من سعادة ، وقد نشغل من حولنا بالتنهيدات المتتالية ، بمناسبة أو بدون مناسبة ، وقد نكيل سيلاً من الشتائم لمن يواجهنا بأفعالنا حتى ينشد السلامة من شرورنا ، ويندم على يوم ولدته أمه ، وأحياناً قد ننهى عن فعل ونأتي بمثله ، ونفعل فالخفاء ما نخشاه في العلن ، ونمشي في الأرض مرحاً ( يا أرض ماعليك قدي ) ونحن نعي تماماً أننا بشر يخطيء ويصيب ، وملهمون لفجور أنفسنا وتقواها ، إلا أنه لازال ( فينا جن ) فمع التطور التقني الذي نعيشه يبدو إننا بتنا نصدر كل أمراضنا الاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي ( كنشر غسيل ) وكلنا حذّر وخوف من الحسد والعين ، فنتربص مثلاً لعمل بلك ( حذف ) مع الحظر ، لاي شخص نعتقد أن ( عينه حارة ) ظناً منا ظن اليقين أنها تحفظنا من العين والحسد أكثر من ( المعوذات) ، متناسين إن الحافظ هو خالق الجن والإنس ، وقراة المعوذات سنة يجب اتباعها ، تقينا باْذن الله من كل شر ، فقط نحتاج التوكل الصادق بالله .
ختاماً :
لماذا لا نحمد الله على نعمة الإسلام ونحكم عقولنا حتى وإن سلمنا بأن ( العين حق ) ونحاول التخلص من تلك الأفكار المهيمنة على عقولنا وأفكارنا .