المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الخميس 26 ديسمبر 2024
ماجد الهذلي
ماجد الهذلي

الحَيَاة دوائر وأدوار..!


الحَيَاة طرق متعدّدة نسير فِيهَا وفق مراحل ولكل شخص منّا شخصيته الّتي تعاضدت في تشكيلها عوامل عديدة كالمجتمع والتربية ...وغيرهما لتكوّن ذَات الشخص المدركة عِند معارفه وَعِند الشخص نفسَه وفي الغالب عندما يبلغ الشخص سن الرشد تنضج هذه الشخصيّة وتتبلور وتتميّز بالثبات النسبي وأقول النسبي لأن الإنسان طالما كان علَى قيد الحَيَاة فانه يكتسب الخبرات وبإمكانه تطويرِ وتحسين شخصيته ، فخلال مراحل الحَيَاة الّتي يمرّ بها الإنسان يَجِد نفسَه في دوائر مَن الأدوار المتعدّدة الّتي تفرضها عَلَيه طبيعة الحَيَاة ، والدور نعني به السلوكيات الّتي ترتبط بمركز ما في السياق الاجتماعي وأمثلة ذَلِك كثيرة فمنذ الصغر يَكُون دَوْر الابن ومَن ثمّ الطالب وقائد المجموعة والزوج أو الزوجة والمعلم والمدير والطبيب ......إلخ ، كل هذه أدوار تبنّي الشخصيّة ومَن المُتوقع أن لِكُل دَوْر سلوكيات معيّنة ترتبط كَمَا أسلفنا بالمركز ومَن غيّر المعقول ولا المقبول أن نجد علَى سَبِيل المثال مَن يَقُوم بدور الأب بالمنزل يُمارس ذَات الدُور مَع موظفيه بالكامل وَهُو يشغّل مركّز مدير أو مَع زوجتَه وهو زَوْج.

لذلك كان مَن المٌهم ليتوافق الشخص مَع ذاته أن يفصل بين كم الأدوار الكبير الّذي يعيشه في الحَيَاة .... يحكي لي أحدهم وقد بَلَغ مَن الهموم والضيق مبلغه أنه لا يسْتَطيع أن يرفض طٌلب أي أحد حتّى وأن كان الطلب مادي مثلاً فَمَن الممكن أن يستدين ليوفر المبلغ المطلوب ناهيك عَن باقي الأمور كتحمل أعباء إضافيّة مَن قِبل الزملاء بالعمل حتّى أثقل تماماً وعجز عَن المواجهة ، وأحدهم كان يشكوا مَن أنه يكره نفسَه لأنه في صراع علَى دَوْر الزوج مَع زوجتَه فَقَد أمسكت بزمام الأمور كاملة حتّى سلبت منه دوره كزوج ومَن ثم سلبت دوره كأب فأصبح بصورة باهته أمام والديه وأطفاله وأمام نفسَه قبل كل ذَلِك .
أن أكثر ما يَخَاف منهٌ النَّاس عِند دخولهم دوائر جديدة مَن الأدوار الحياتية أن يُقال عنهم مَن قِبل معارفهم ومحبيهم أنهم متبدلين وأصحاب وُجوه عديدة متغيّرة (منافق) حتّى علَى المقربين .
هُناك الكثير مَن الدوائر والتي تتطلّب أدوار جديدة ومتجددة في كل دائرة وهذا لا يعني أنك شخص بعدة شخصيات أو منافق بل بالتأكيد يعني أن إتقان هذه الأدوار يجعل مِنْك شخص متوافق مَع ذاتك ومطور لشخصيتك .

أخيراً أن السلوكيات الجديدة الّتي يحتملها أي شخّص بناء علَى الدور سلوكيات صحّية إذا ما كانت ضمن الحدود بغير غلو ...دائماً أفحص سلوكياتك المرتبطة بالدور بحيث تتناسب مَع سمات شخصيتك ولا تخل بالدور المناط بك وأفصل بين الأدوار بناء علَى الدوائر .

زبدة الْكَلام ( أن رضا النَّاس غاية لا تُدرك ... ورضا الله غاية لا تُترك )

بواسطة : ماجد الهذلي
 0  0  11.8K