رسالة محب إلى الأباء والأمهات
*د. ماجد علي قنش :
هناك أطفال وسطكم يحتاجون منكم الى الرعاية بل الرعاية الكاملة منذ الولادة لكسب شخصية سوية وواثقة من نفسها للاسف هناك بعض الاعتقادات و المفاهيم الخاطئة التي ينتهجها بعض أرباب الاسر في تربية ابناءهم وهنا لا أعمم فمثلاً*
إنتهاج الصراخ كأسلوب عقابي على الطفل خطأ كبير و خطير لما يترتب عليه من آثار وخيمة في نفسية الطفل في تحطيم معنوياته وشخصيته وتشكيك بقدراته و سحب الثقة من نفسه اضافة الى القضاء على العلاقة الانسانية التي تربط الطفل بوالديه ...*
حيث يتربى الطفل على أسلوب غير سوي حين يرى المشاكل التي تدور بين والديه .
وهناك مشكلة كبيره نواجهها في بيوتنا وهيا ترك الاطفال مع العمالة الاجنبية التي وجدت بهدف تخفيف أعباء أعمال المنزل على ربة البيت ولم توجد لتربية أطفالنا فلذات أكبادنا فهي غير متخصصه لتربيتهم على عاداتنا وﻻ ديننا الحنيف، وقد بدأنا نلاحظ خلال العشرين سنة الماضية أثر تربية الخادمات على أطفالنا وكان جراء تربية الخادمات جيل ﻻ يتحمل المسؤلية كسول غير مبالي يبحث عن متعته ومصلحته الذاتية دون أعتبار للغير وصفات كثيرة سيئه، وهذا ماجعل الشاب والشابة من أتفة المشاكل يصل بهم الحال إلى الأنفصال وضياع الأبناء.
لا أدعي أن هناك أسر لاتوجد فيها مشاكل بل أن بعض المشاكل لنكن أكثر إيجابية ونسميها أختلافات وجهات النظر بين الأبوين بدل من مشاكل، تعتبر هذي الخلافات ملح الحياة التي لاتستقيم الحياة الأسرية بدونها ولكن لنتذكر دائماً *أن هناك أطفال يسمعون ويشاهدون كل مايجري في المنزل من صراخ وعصبية من قبل الأبوين واهمال وعدم احترام الأب للأم والعكس
دعونا ننحي أختلافاتنا جانباً ولنبعد أبنائنا فلذات أكبادنا عنها قدر المستطاع للحفاظ عليهم في جو ملئ بالمحبة والود وهذا مايقوى شخصيتهم وينمي لديهم الثقة بالنفس وليكن لنا تعامل خاص بل خاص جداً مع أبنائنا وبالأخص في أسلوب التعامل مع أخطاء أبنائنا وليكن باللين والألتفاف لهم مع ابتسامة حنونة لأننا نحن المسؤولون أمام الله جل في علاه أولاً ثم أمام المجتمع ثانياً ونترك نهج الصراخ والعقاب الذي يجعل من أبنائنا مهزوزي بل فاقدي الشخصية والثقة ولنربي فيهم تحمل المسؤولية ولكن بأسلوب الصداقة والمودة والمحبة فلا عيب أن يصادق الأباء والأمهات أبنائهم والنزول إلى مستوى تفكيرهم وذلك لنجعل الأبناء في حالة إطمئنان واستقرار تام مع والديهم ، وأيضاً يجب أخذ أراء الأبناء في أمور الحياة هنا سيقول قائل ماذا يعي هؤلاء الأطفال في أمور الحياة لكي أخذ رأيه ؟؟؟
فاقول له حين يكسبون أبنائكم الثقة منكم أيها الأب وأيتها الأم ستجدون منهم المشاركة والرأي السديد لبعض الأمور. *
عزيزي الأب وعزيزتي الأم أعلم يقيناً أنكم أحرص مني وبشكل كبير جداً على أبنائكم وعلى تربيتهم ونشأتهم النشأة الصالحة وأنكم تكدون وتتعبون لتوفير حياة كريمة لهم وتبذلون الغالي والنفيس من أجلهم ولكن تذكروا دائماً أن الثروة ليست جمع المال والعقارات وجلب كل الأحتياجات لهم فهذي ثروة زائلة أنما الثروة الحقيقة التي تمكث حتى بعد الممات أطال الله في عمركم هي أبنائكم وكما قال سيدي وحبيبي فداه أبي وأمي محمد صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه - أن رسول الله -صل الله عليه وسلم -قال : إذا مات أبن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو *له، رواه مسلم
وهنا أشار رسول الله ﷺ في النصحية الثالثة إلى الولد الصالح هو الذي يدعو لوالديه حتى بعد مماتهم ألسنا بحاجه لهذا الدعاء ؟؟ بل والله حين نكون تحت التراب نكون في أمس الحاجة لدعاء أبنائنا لنا،
فدعونا من كل مايعكر صفو أبنائنا ويدميرهم ويفقد شخصيتهم ولنحاول ليخرج من بين أيدينا نشأ صالح واعي الفكر والمنطقية نشأ يفيد دينه ومجتمعه ووطنه، نشأ يبنى على ساعديه أمال الأمة الأسلامية أليس من حقهم ذلك، ولننمي العلاقة الوطيدة بيننا وبينهم لتصبح علاقة حب ووئام وفي النهاية نحن وهم المستفيدين*
*استشاري علم نفس وسلوكيات اسريه