كيف نحسن الظن بالله وبالاخرين*!
*حنان احمد رسام:
حسن الظن من أخلاق الإسلام الحميدة، فهي راحة للقلب، وهدوء للبال.. وهذا بعكس سوء الظن الذي ينغص على الإنسان حياته، ويجعله يعيش في حالة من تأنيب للضمير..
*حسن الظن*بالله مفتاحة أن تعلم بآن الله لايعجزه شئ في الارض ولا في السماء حتى تكون هذه الحقيقه بالقلب راسخة*
فمن روائع حسن الظن :
نملة تحسن الظن بالله : هذه النملة الصغيرة التي لاتملك من القوه والعقل مايمتلكه الأنسان*
انظر لحسن آدبها ورجاحة عقلها وحسن ظنها والتماسها العذر لما رأت نبي الله تعالى سليمان عليه السلام وجنوده*
قال الله سبحانه وتعالى*
(حتى اذا آتو على وادي النمل قالت نملة يايها النمل ادخلو مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون)*
عزيزي القارئ*
لاحظ عند كلمة (وهم لايشعرون )
فقد التمست لنبي الانسان عذراً لتحطميه لها لدقة حجمها واستحاله رؤيتها في حال انشغاله عنها بماهو أعظم*
بينما نرى بني البشر اليوم لايلتمس لاخيه المسلم عذرآ*
وينسلط عليه بالاساءه الظنون والتفتيش عن النوايا*
حسن الظن بالله قال الشيخ المغامسي حفظه الله في حديثه عن هذه الآية(يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)يوسف *الآية *87
إن من أعظم ما يُعطى المؤمن حُسن الظن بالله جل وعلا وفي الحديث " أنا عند حسن ظن عبدي بي ."*
هذا النبي المكلوم فقد ثلاثة من أبناءه عبر أربعين عاما كل شيء فيه تغير صحته أحدودب الظهر عميت عيناه لكن الذي لم يتغير فيه حسن ظنه برب العالمين جل جلالة ومتى أحسن العبد ظنه بربه فرج الله جل وعلا عنه ..
إن حسن الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو حسن الظن بالمسلمين.
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يحل لامرىء مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً. وقال أيضاً: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه.*
هناك ناس تحدث لهم كوارث ومصائب كثيرة
وناس تعيش في سلام
وناس تفشل في تحقيق أحلامها
وآخرون ينجحون
ومنهم السعيد والشقي
فأيهم أنت ..؟!
في حديث قدسي يقول الله عز وجل
" أنا عند ظن عبدي بي "
هنا لم يقل ربنا جل وعلا " أنا عند (حسن) ظن ..*
قال : " أنا عند ظن عبدي بي ... "
مالفرق ؟!
يعني لما تتوقع إن حياتك ستصير حلوة*
وستنجح وستسمع الأخبار الجيدة*
فالله يعطيك إياها*
.. " وعلى نياتكم ترزقون " ..
( هذا من حسن الظن بالله )
وعلى سبيل المثال، نشير إلى هذه الحادثة: دخل الطبيب النفسي يوماً ليعود مرضاه في مستشفى المجانين والمتخلّفين عقلياً،فرأى رجلاً قد جيء به حديثاً إلى هذا المكان، وهو يرّدد كلمة منديل مرّات عديدة، وعند ما بحث هذا الطبيب النفسي عن حاله، واستقصى مرضه العقلي، رأى أنّ السبب في جنون هذا الشخص هو أنّه رأى يوماً في حقيبة زوجته منديلاً يحتوى على قنينة عطر وبعض الهدايا المناسبة للرجال، فأساء الظن بزوجته فوراً، وتصوّر أنّها على ارتباط برجل أجنبي؛ فكان أن قتلها بدافع من الغضب الشديد وبدون تحقيق وفحص، وبعد أن فتح المنديل رأى في طيّاته ورقة كتب عليها، هذه هدية منّي إلى زوجي العزيز بذكرى يوم ولادته. وفجأة، أصابته وخزة شديدة، وشعر بضربة عنيفة في أعماق روحه، أدّت إلى جنونه، فكان يتذكّر هذا المنديل ويكرّره على لسانه.
إنّ سوء الظن يتسبّب في أن يفقد الإنسان أصدقاءه ورفاقه بسرعة، وبالتالي يعيش الوحدة والانفراد والعزلة، وهذه الحالة هي أصعب الحالات النفسية الّتي يواجهها الفرد في الحياة الاجتماعية؛ لأنّ كلّ إنسان يحترم مكانته وشخصيته، نجده غير مستعد لأن يعيش ويعاشر الشخص الذي يسيء الظن بأعماله الخيرة وسلوكياته الصالحة ويتّهمه بأنواع التهم الباطلة، وقد ورد عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: "مَنْ غَلَبَ عَلَيهِ سُوءُ الظَّنِّ، لَم يَترُكْ بَينَهُ وَبَينَ خَلِيل صُلحَاً"15.
فالإنسان ينبغي أن يُحسن الظن بالله تبارك وتعالى، والله عند حسن ظن عبده به، (فليظن عبدي بي ما شاء) كما جاء في الحديث القدسي، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يلهمنا رُشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا،
*