المؤسس

رأسلنا

المبوبة

الخصوصية

عـن غـــــرب

فريق التحرير

  • ×
الأحد 24 نوفمبر 2024
هدى الخطيب
هدى الخطيب

من يجرؤ على الأعتراض

هدى الخطيب

الى كل أم أقسمت على وسادتها بأنها ستعقد في الصباح الباكر مؤتمراً صحفياً تعلن لهم فيه عن استقالتها ، تقاعدها ، وتنازلها عن كل مستحقاتها .. وستسكن غرفة خشبية أعلى قمة جبل ..
ووجدت نفسها في الصباح في مطبخها تقف مستعدة لتحضر مائدة الإفطار ..
إلى كل أم قررت أن يوم الغد هو يومها .. يومها هي فقط ، ستذهب للتسوق وستشتري كل ما ينقصها ..
وعادت من رحلة التسوق تحمل أكياساً كثيرة ..أكياساً لهم.. لا تعرف كيف امتلأت بما ينقصهم هم ..
إلى كل أم تعهدت بالويل والثبور والحساب العسير .. لتأخير غير مبرر .. أو لهاتف مغلق..
فوجدت نفسها عند أول حرف قيل تتمتم بالحمد والشكر وتجود بوصلة حب غارقة بالدموع والقبل .. لا تدري من أين أتتها .. وكيف هاجمتها ..
إلى كل أم نسيت نكهاتها المفضلة ، وأمكنتها المفضلة ، وهواياتها المفضلة ، ونظمت ساعات يومها على فضلات ساعات يومهم ..
وعندما أرادت أن تدلل نفسها ، بحثت عنها فلم تجدها ، وفي أحسن الأحوال وجدت نفساً أخرى .. غريبة ..تكاد لا تعرفها ..
إلى كل أم انتقلت بين أوجاعهم وهمومهم حافية ، بدون كتيب إرشادات ، أو خارطة للمنحنيات ، أو حتى تنبيهاً للمطبات ..
وفي المساء وجدت أقدامها دامية مليئة بالأشواك .. لكنها كانت منهكة .. نامت وهي تنزف ودون أن تجد وقتاً لاقتلاع أشواكها ..
إلى كل أم تمتلك كل أنواع أحذية الصمت ، وكل درجات ألوانها .. تنتعل حزنها كل يوم بعد فنجان قهوة الصباح .. وتمشي به أمام الجميع بنسختها المزورة .. يبتسمون لها جميعهم دون أن يكتشف أحدهم هذا التزوير ..
إلى كل أم أحبت نفسها كي تحبهم .. وبنت أسوارها كي تحميهم .. وفتشت عن ما يسعدها من أجل أن تسعدهم ..
إلى كل أم تنتظر رنين هاتف لن يرن..
وتركض لتفتح باب لن يُدق ..
و لا زالت تنتظر الكلمة التي لم تقال ..
وإلى كل أم رحلت .. فبقيت .. وأطلت بوجهها الجميل من بوابات كل الشرايين ..
إلى المخلوقة الأقدس والتي ستبقى قائدة للأوركسترا .. بآلات موسيقية .. أو بدون آلات..
بنغمات أو بدون نغمات ..
سلام لك و عليك ...

الله يحفظ جميع الأمهات وأعانهم على إتمام رسالتهم في هذه الحياة الصعبة .. ويقر أعينهم بأبناء صالحين وبنات صالحات
بواسطة : هدى الخطيب
 1  0  12.0K