المدرسة ليست ملكاً للقائد
هذه مدرسة أبي ،،، هذه العبارة قالها طالب لأحد زملائه بعد أن نشب بينهما شجار ، وكأنه يهدده بطرده من المدرسة وإبعاده عن التعليم.
السؤال المهم !!!
من زرع هذا المفهوم في ذهن هذا الطالب ، هل هو والده القائد ، أم الأسرة ، أم أنه ما يشاهده من تصرفات قائد المدرسة .
فالبعض من قادة المدارس يتصرف في المدرسة وكأنها ملك له أو منزله الخاص فيصرف جُل الميزانية على تأثيث مكتبه الفخم ، فيما الكثير من الفصول ينقصها الأجهزة ، والعديد من المرافق تحتاج الصيانة ، بل ويتعامل البعض من القادة مع المعلمين والإداريين وكأنهم لم يوضعوا إلا لخدمتهم أو .....لهم ، ولا يريد أن يعارضه أحداً أو يناقشه أحد ، بل يريد السمع والطاعة ، وأن يقولوا له "شبيك لبيك نحن بين يديك".
لقد تناسى بعض القادة أن هذا المعلم لديه أربع وعشرين حصة ولديه أسرة وأبناء في العديد من المدارس والمراحل المختلفة ، والبعض لدية ظروف صحية وأمراض مزمنة ، ويأتي هذا القائد بعد ذلك ولمجرد تصرف شخصي لم يرق له من هذا المعلم أو الإداري ، فيطلب نقله من المدرسة ، حيث أن المتضرر زملائه الآخرين فالحصص ستوزع عليهم وهو لا زال يجلس على كرسيه الدوار.
وإما إن كان الشخص الغير مرغوب فيه إداري فيقول له أنا مستغني عنك ، دور لك مدرسة أخرى غير هذه المدرسة ، ونسي أن الجميع في هذه المدرسة أو تلك سواسية ،وهم في خدمة الطالب أولاً وأخيرا، وإذا رغب أحد الإداريين في النقل إلي مدرسة أخرى لظروفه الخاصة أو لعدم ارتياحه من قائده ، رفض نقله إلا ببديل ، مما يضطره إلي أن يتبع أسلوب لم يكن يرغب في أن يلجأ إليه فيأتي متأخراَ ويغادر مبكراً ، كأسلوب من أساليب تطفيش القائد لكي يوافق على الاستغناء عنه دون بديل .
إن المفترض من هذا القائد أن يحاول إصلاح الخلل الذي يحدث في مدرسته ، وأن يتقرب إلي المعلمين ، فهو القائد ، ولن ينجح ويتميز في قيادة المدرسة الا اذا عمل الجميع بروح الفريق والمحبة والتعاون المتبادل ، وإن حدث العكس فهو الملام.
معظم تصرفات بعض القادة تصل للمسؤولين في إدارات التعليم سواءًفي قسم القيادة المدرسية أو في مكتب التعليم أو الإدارة العامة ، ومع ذلك كلامه هو الفيصل ويجب تلبية مطالبه فوراً ، وذلك لأن تركه لقيادة المدرسة هو الحل عند عدم التنفيذ لمطالبه ...رغم أنه من المحتمل أن يكون بين معلميه من يستطيع قيادة المدرسة قيادةً ناجحة ، لأن القيادة ليست أوامر تَصدر من القائد وتنفيذ ، بل القيادة هي فن في التعامل مع الرجال ، و كسب القلوب يجعلهم يعطونه كل ما يريد ، فمن كسب قلوب العاملين معه بالتعامل الحسن ، والوجه البشوش، والأخلاق العالية ، سيجعل الجميع يرغب في قيادته للمدرسة لأطول وقت ممكن .
ومضه
هناك 1504 آية في القرآن الكريم تتحدث عن الأخلاق .