الوسطية والاعتدال نهج السياسية السعودية
تحتل السياسية السعودية مكانة بارزة في ميدان العلاقات الدولية المعاصرة فبواسطتها تتم إقامة العلاقات وتنميتها، وعن طريقها تتم معالجة المسائل ذات الطبيعة الدولية كافة، ومن خلالها يتم التوفيق بين مصالح الدول المتعارضة ووجهات نظرها المتباينة، فضلاً عن ذلك، فللمنهجية الدبلوماسية السعودية في مواقفها السياسية المتعددة دور كبير في تسوية المنازعات الدولية وإشاعة جو من العلاقات الودية بين الدول المختلفة.
فقد دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – ومن بعده أبناءه البررة على اتباع منهج الوسطية و الاعتدال في جميع مواقفها السياسية، مما جعل هذه المواقف شاهد عيان على اقتفاء النهج الوسطي في جميع المشاهد السياسية للقيادة السعودية في ميدان العلاقات الدولية.
وكان مما ميّز هذه القيادة السعودية تمسكها بالطريقة الاعتدالية فتطبيق تعاليم الشريعة الإسلامية فهو ديدنها ومنوالها؛ مما جعلها تكتسب أرقى نموذج إسلامي في تاريخنا الحديث والمعاصر.
هذا بالإضافة إلى أن المنهج السياسي للقيادة السعودية يرتبط بخصائص فريدة تربطه بالتاريخ وبالأهمية الدينية، حيث أن هذه المنهجية مرتبطة بالفكر العقدي لحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والتي كانت أساس قيام الدولة السعودية الأولى – منتصف القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي – والتي دعت إلى إحياء مبادئ العقيدة الإسلامية الصحيحة في جزيرة العرب.
وبالتالي فإن الارتباط الأيد لوجي الفكري السياسي لمنهجية القيادة السعودية يعود في جذوره إلى منهج الدولة الإسلامية الأولى التي قامت في جزيرة العرب في القرن الأول الهجري / السابع الميلادي.
لذلك كان المنهج السعودي في ميدان العلاقات الدولية , متفرد في تناوله للمعطيات السياسية، حيث سارت على وتيرة واحدة ومنهجية واضحة، وسياسة ثابتة لم تتبدل ولم تتغير رغم كل الإرهاصات العالمية، والتحولات الدولية، وتنوع الظروف والأحوال على مسرح الأحداث السياسية. وذلك كله كان منطلقاً من الوسطية والاعتدال في الجمع بين ثوابت الدين المرتبطة بالمجال السياسي وبين عطاءات التجربة الإنسانية، وهذه الثوابت الدينية هي بالأساس القيم السياسية المنصوص عليها في القرآن الكريم، ومن تلك القيم احترام معايير الصدق والشفافية وإقامة العدل والتعامل بالمنهج الوسطي الاعتدالي.
وبهذا الأسلوب السياسي وبتلك الطريقة الدبلوماسية سارت القيادات السعودية عبر عقودها المتعاقبة في معالجة كافة القضايا السياسية، مما أنتج لدينا العديد والعديد من الشواهد السياسية على مواقف الاعتدال السعودي , لتصبح بذلك القيادة السعودية خير قدوة لدول العالم , ومثال واقعي للعلاقات اليوم في تاريخنا الحديث والمعاصر .