يامن أشغلتنا متى تعقل؟
أصبح من الملفت للنظر في هذه الأيام وجود كثافة عالية جداً قد تصل بنا لحد ( الغثيان ) جراء التناقل السريع لنشر المعلومة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، وخصوصاً ( الوت ساب ) التي قد تصل له تلك المعلومة في بادي الأمر بشكل فردي من آي جهة كانت ، إلا انها وبقدرة قادر تنتشر تلك المعلومة بين المجموعات ( القروبات ) كالنار في الهشيم ، فالكل تجده يتسابق في النشر وأولهم بعض ( المدراء ) الذين يعملون جاهدين وجادين ، فتجدهم حريصون كل الحرص على السبق في النشر ، وينشدون الأعضاء من خلال طريقة عجيبة ، حيث قد استحدث البعض منهم أختاماً مثل ( مشاركة مميزة ، وأحسنت ) وهذه تستخدم للتشجيع والتحفيز ومواصلة الجهد من قبل أعضاء القروب ، وأختام آخرى مثل ( مكرر ، ويبدو أنك غير متابع ) وهذه تستخدم للتنبيه أولعقوبة قادمة قد تصدر بحق العضو المنتمي للقروب ، كالطرد من القروب مثلاً . وأصبحت تلك القروبات كغثاء السيل الذي لاينفع البلاد ولا العباد ، حيث انها قد تجاوزة المفهوم الحقيقي والسامي لإنشاء القروب ، الذي من شانه التواصل والاطمئنان عن الحال والأحوال والمؤانسة والنصح والإرشاد والمناقشات الهادفة والمفيدة للمواضيع الحياتية المجتمعية ، التي تشد من أواصر الالفة والمحبة واللحمة الوطنية .
وبكل أسف شديد باتت بعض القروبات وقد يكن معضمها يضج بكثرة تناقل آي معلومة طائرة فالهواء شاردة أو واردة بجميع أشكالها ، صوراً أومقاطع أو عبارات مكتوبة ، شعارهم فقط ( انسخ الصق ) دون تروي أوقراءة متأنية قبل الشروع فالنشر ، ونجدهم يتمتعون بنشاط وديمومة على مدار الساعة ، بصرف النظر عن معلوماتها الموثقة من عدمه ، وعن الأهداف المراد إيصالها إلينا ، وكأنهم في مضمار السباق ، ولم يقف البعض عند هذا الحد ، بل وصلت بهم الجراءة لإرسالها لكل منهم في قائمة الأسماء بجهازه ( الجوال ) ألا يعلم هؤلاء أن هناك من يتربص بِنَا ويدس السم في العسل لنتذوقة ولا نحس ونشعر بألمه إلا بعد أن نبتلعه .
انني لا اشك في احد فنحن جميعاً نعتز ونفتخر بديننا ووطننا وحكامنا وعلماءنا وانفسنا .
عزيزي القاريء :
إن كنت مديراً أو عضواً في مثل هذه القروبات ، فمعظم المعلومات قد تعرف وقد لا تعرف مغزاها وقد تأخذها بسطحيتها ولم تمعن النظر فيه وتتعمق في فحواها والهدف المراد الوصول إليه فيها ، وما تحمله من معلومات وما تريد الوصول اليه من أهداف قد تكن مرسومة سلفاً لتغزوا أفكارنا وتغرس ماتوده في نفوسنا ولا سيما المواد السلبية ، ومن هذه المواد المتناقله بيننا ما قد يسيء البعض منها الى انفسنا والى ديننا وعلمائنا وحكامنا بل والى وطننا ومع ذلك تقوم بتمريرها عن طريق النشر الغير مقنن .
لذلك يجب عليك وعلينا جميعاً ان ندرك اننا مستهدفون ومحسودون على ما نحن فيه من أمن وأمان ونعمة وخير ، وأننا جميعاً مسئولون امام الله أولاً وامام وطننا وانفسنا ثانياً على الحفاظ على ما نحن فيه من الامن والأمان والخير .
أخيراً سأطرح عليك بعض الأسئلة :
هل سألت نفسك يوماً ما ، ماهي الفائدة المرجوة من وراء ذلك العمل الدئوب الذي أشغلت به نفسك وأشغلت به الاخرين ؟
وهل سألت نفسك إن كان مجرد تسلية وإضاعة للوقت ، أم أن لديك رسالة معينة تحاول أن ينتفع بها الاخرين؟
وهل سألت نفسك أن هذا العمل ممكن يسيء لأمن وطننا واستقراره ؟ وأنت تترصد لتنشر كل واردة وشاردة ؟ .
ختاماً :
متى ندرك عظم المسئولية ونكون صمام امان لهذا الوطن ؟