نحن احرار
بكل أسف شديد توجد ظاهرة سلبية منتشرة بين أوساط المجتمع بكل فئاته و طبقاته وخاصة بين الشباب ، حتى أصبحت نفاقاً من نوع آخر وبمفهومها الواضح والمقصود ( شوفني صدقني ) تحت مظلة بما يسمى ( بالحرية الشخصية ) وكونها قد دلت على المجاهرة بعمل ما ، ليثني عليه الناس ولم تكن ابتغاء لمرضاة الله لتنقل لنا كـمدلول أو كاسم آخر و تحت مسمى الرياء ( راءى الناس نافق ) والذي هو من عمل النفاق ، وقد ظهرت علينا مع عصر الانفتاح والتطور وعالم الإنترنت ومع كل وسائلها الحديثة والتي بدورها قد سهلت في تواجدها وتملكها واستخدامها وأيضاً في تبادلها بين الجميع وبأشكالها العديدة والمتنوعة ، وكذلك بحسب ما تقدمه وتعرضه لنا هذه الوسائل ، كرسائل الجوال المتعددة أو بالمنشورات الموثقة بالصور والتي يتم نشرها بشكل يومي سواء أكانت على مواقع التواصل الاجتماعي أو على بقية المواقع الإلكترونية الأخرى ، حتى أن أكثر المستخدمين لها مازالوا يدافعون عن أنفسهم بالرغم من إدراكهم عن كل أخطائهم وتجاوزاتهم ، بل وجعلوها تحت تلك المظلة ( الحرية الشخصية ) وفي الحقيقة لم تكن منهم إلا كإساءة علنية ومقصودة من حيث استخدامها ، وكذلك من حيث تنوعها وظهورها وعلى شكل أمثلة كثيرة ومنها : كأن يعرض الشخص نفسه بعد عملية التصوير بنشره لتلك الصور مرات عده وبأوضاع وأحداث عديدة ومختلفة ، فقد نجده قد صور نفسه مرة وهو يصلي أو مرة وهو ساجد أو مرة وهو يعتمر أو مرة وهو يقوم بالتصدق على الفقير أو في مساعدة محتاج ما أو مسكين أوقد نجده مرة وهو يسلم عليهم أو مرة وهو يقبل روؤسهم ، أو مرة وهو يظهر فيها ... الخ . وجميعها فهي تدخل في حكم ( الرياء ) لأنها قد قصدت من أجل المدح والثناء عليه ليعرفوا أنه يتصدق أوأنه يصلي أو يحج أو يعتمر أو ما أشبه ذلك وهكذا .. إذا قرأ ليمدحوه ويسمى السمعة إذا كانت بالأقوال , أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر ليمدح ويثنى عليه فهذا يسمى رياء بالأفعال ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سمع سمع الله به , ومن راءى راءى الله به ) ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال : الرياء ) كما أن الصدقة في السر خير من الجهر إن خاف على المتصدق على نفسه من الرياء ، وأما المعطي إياها فإن السر له أسلم من احتقار الناس له ، أو نسبته إلى أنه أخذها مع الغنى عنها وترك التعفف . ولعلي أذكر حديث المصطفى صل الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
ولهذا فالواجب على المؤمن أن ينتبه وأن يحذر من ذلك ، حتى تكون كل أعماله خالصة لله وحده .
فلا يصلي إلا لله ولا يصوم إلا لله ولا يتصدق إلا لله ، ليرجوا ثوابه ومغفرته سبحانه وتعالى لا لغيره .
وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وليحج ويعتمر ويعود المريض ويطلب ما عند الله من الأجر . لا رياء الناس ولا سمعه ، فهذا هو الواجب على المؤمن ، وكما قال سبحانه وتعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) صدق الله العظيم .
ختاماً :
أسأل الله العلي القدير لي ولكم ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق وأن يبعدنا عن الرياء ويجعل أعمالنا خالصة لله وحده .