العقل القارئ
اتسأل عن كمية المعلومات التي نقرئها هل يستوعبها العقل؟ أم فقط تُخزن العبارات التي أثارت الأنتباه؟ إلى أن قرأت هذا الحوار.
قلت مرة لمعلمي: قرأت كتاب ولم يعلق شيء منه بذاكرتي؟ مد لي تمرة وقال لي امضغها، ثم سألني هل كبرت الآن؟ قلت: لا.
قال: ولكن هذه التمرة تقسمت في جسدك فصارت لحمًا وعظمًا وعصبًا وجلدًا وشعرًا وظفرًا وخلايا.
أدركت أن كتابًا أقرؤه يتقسم، فيعزز لغتي ويزيد معرفتي ويهذب أخلاقي ويرقي أسلوبي في الكتابة والحديث ولو لم أشعر.
هذا ماتفعله القراءة من وجهة نظر الحكيم ولكن علم المخ والأعصاب يُفصلها بعمق، فالقراءة تصنع اتصالات جديدة تستخدم الكلمات المكتوبة لفهم كلمات الأشخاص الأخرين؛ لأن ليس هُناك مركز مفرد للقراءة بل شبكة منظمة. فالدماغ يتكون من أربعة أجزاء وهي:
١-الفص الجبهي المعروف بمركز الإدراك الذي يكون الجزء الأكبر من الدماغ، عندما تقراء بتركيز يُنظم الأفكار كتجربة مستقلة لتتم ولادة خلايا عصبية جديدة.
٢-الفص الجداري المسؤول عن منطقة الأحساس؛ لأن العقل يتفاعل مع الكلمات فنشعر أنها حقيقة، من خلال هذا التفاعل نخلق لها واقع في العالم الأفتراضي.
٣-الفص الصدغي المختص بمنطقة السمع يتفاعل أثناء القراءة وينشط أكثر من خلال الكتب المسموعة.
٤-الفص المؤخري مركز البصر تتخزن به الكلمات على هيئة صور نستعيدها عن طريق التحدث والكتابة.
فالدماغ عندما يقراء في جزء من الثانية يتعرف على الحروف ويربطها بالأصوات ومعانيها فيتغير تركيبة للأفضل ولتحافظ عليه استمر بالقراءة.