يا ويح قلبي يا وطني
يامن يستنصر المسلمين في كل بقاع الأرض بحكامك الراشدين العادلين ، ويأخذون من علمائك الأفاضل دينهم ، والى أرضك تهفو نفوسهم ، ياوطني يا أرض الكرامة والجود، ياشعاع الإسلام والحق المبين ، ياحاضن الحرمين وقبلة المسلمين ، ويامنبع الخير للعالم بأسره ( ياويح قلبي ياوطني على أبنائك ) ، فقد تكالبت عليهم مكائد الكائدين ، أعداء مجاهرون ، ومنافقون ، قد أجمعوا أمرهم على أن يستهدفوا أبناءك ليجعلوهم فريسة للمتكالبين ، أعداء أغضبهم ما تميز به أبناؤك على بقية العالمين ، عندما إستشعروا إن من أسباب تميزهم هو صلاحهم ، وأن من أفضل وسائل الصلاح وأقربها الى النجاح ، غرس القدوة الصالحة وتعزيزها في نفوسهم ، لما لها من أثر عظيم في دفعهم نحو العزة والرفعة والسمو بهم نحو المعالي والقمة .
قد سلك العدو الطريق الأسرع نحو زعزعة استقرارك من خلال محاولة إضاعة الهوية الوطنية في نفوس أبنائك باستهداف القدوات التي بها صلاح أمورهم ( ولاة الأمر والعلماء الربانيين والمربين) فباتو يخططون بخبث ودهاء لاستهدافهم ، ويجتهدون أيضاً في محاولات دنيئة لإذابة القدوات ومحوها ، لإحلال قدوات بديلة تقود إلى الذلة والهزيمة . فتارة نسمعهم يلصقون بالدين كل أشكال التخلف والتأخر العلمي والثقافي والاقتصادي وغيرها من ركائز الحضارة التي يدعون ويعلنون أن اتباع تعاليمه هو المسبب لما آل إليه حالنا وحال المسلمين . متجاهلين كل ما قدمه علماء المسلمين من خدمة للبشرية في شتى العلوم المختلفة في عصور كانت فيه العزة للمسلمين . وتارة يرجعون فساد بعض الرعية وجشع أصحاب النفوس الدنيئة إلى ضعف ما سنه ولي الأمر من قوانين ، متجاهلين أن دستور البلاد الذي يحكم به ولي الأمر إنما هو من القرآن العظيم والسنة النبوية ، فتغنى بعض المخربين ، وتشدق بعض مدعي الحرية في قنواتهم الإعلامية وأدوات التواصل الحديثة ، ان الأمور في البلاد لن تستقيم إلا بزوال الأمن وبحرق الوطن باكمله ليكون لقمة سائغة للطامعين ، والتضحية بنعمة العدل ورغد العيش والسلم والأمن ، التي لو زال بعضها لانقلبت حياتنا إلى جحيم . وتارة يهاجمون العلماء الربانيين في كل موقع وفي كل حين ، يتربصون بسقطاتهم ، ويبالغون بأضرارها على حياة الوطن والمواطنين ، ويمحون كل فضل لهم في خدمة الوطن والدين ، وتارة يتصيدون أخطاء بعض المربين ويبرزونها للناظرين ، ولسان حالهم يقول نحن على الأبناء من الباكين .
والمستبصر بأمرهم يجدهم ماكرين ومخادعين ، وهدفهم من ذلك كله إضعاف الهيبة خاصة من المربين الفاضلين ، ومحو دورهم في تربية الناشئة ، وخلق عداوة بين الأبناء والمربين ، ليصبح المربي صيد مستباح للابناء الفاشلين ، وعرضة لكل أنواع الضرب والقتل والحقد الدفين . لقد اتخذوا الإعلام لهم بوقاً ، والحقد لهم وقوداً، وأدوات التواصل لهم سوطاً ، فاستنقصوا الدين والمربين ، وأضعفوا الثقة في العلماء الربانين ، وأحلوا قدوات ساذجة لابنائنا بدلاً من القدوات المخلصين ، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ليهبطوا بهم من العزة إلى الرذيلة ومن الوحدة وعلو الشأن إلى الفرقة وضياع الفضيلة .
فماذا بقي لأبنائنا من قدوات في حياتهم غير ما يقدمه الأعداء المغرضون بإعلامهم الإنتقائي الذي يمجد الفنانات والفنانين ، ويربي الناشئة ببرامجه ومسلسلاته على فعل الرذيلة وكل سلوك مهين ، ويعلي قيمة كل منسلخ من الدين ، ويبرز المجد والشهرة التي يحصدها بعض اللاعبين وغيرهم من الذين لا خلاق لهم ولا دين .
أيعقل أن نرى هذا البلاء من خبث ودهاء ونقف مكتوفي اليدين .
أين دور المصلحين ؟
وأين من يصدح بكلمة الحق لتنبيه الغافلين ؟
إن سكوتكم يا أهل الحق على الباطل ليوهم أهل الباطل أنهم على حق ، فتكون لهم الغلبة ، وحينها لن ينفع الندم عندما نرى من أمر ابنائنا ما يندى له الجبين .
ختاماً :
علينا أن نعي مايبرمه الأعداء لأبناءنا فإن البذور إذا عني بها أخرجت زرعاً طيباً يسر المحبين ويغيض الحاقدين .