الحظ كلمة يواسي بها الانسان نفسه...!
نسمع كثيراً كلمة حظ ومرادفاتها مثل بخث ونصيب وغيرها فهي مفهوم لا تكاد تخلوا منه ثقافة فالكثير من الامثال تساق لترسيخ هذا المفهوم فيقال " الدنيا حظوظ " وفي أمثال عالمية "ديك المحظوظ يبيض" وفي تراثنا العربي نجد أنواع الحديث والأمثال والقصائد عن الحظ فهذا المعري يقول :
لا تطلبن بغير حظٍ رتبةً*** قلم البليغ بغير حظٍّ مِغْزَلٌ
سكن السِّماكان السماء كلاهما *** هذا له رمحٌ وهذا أعزل
ولعل أشهر ما يٌحفظ ويردد بين من يصفون أنفسهم بأصحاب الحظ العاثر ما قاله الشاعر السوداني إدريس جمّاع:
إن حظـي كدقيق فـوق شـوك نثروه ثـم قالوا لحفاة يـوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قلت: يا قوم اتركوه
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه.
كل هذا الإرث الكبير جعل البعض من الناس يعلقون كل ما يمر بهم بالحظ ، فلو أن شخص تأخر على اجتماع مهم بسبب زحمة السير لقال أنه حظي العاثر ..! محاولاً التملص من كونه لم يضبط المنبه أو لم يخرج باكراً لتجنب الزحام ليعزو هذا الخطأ للحظ الخارج عن إرادته وسيطرته ، ولو أن طالباً فشل في اداء الامتحان لقال أنه حظي التعيس ..! ولم يقل لقد أهملت في استذكار دروسي ، ولو أن مسافراً تعطلت سيارته في الطريق لرمى حظة بأبشع الاوصاف وتناسى أنه لم يقم بصيانة سيارته قبل السفر .
في اعتقادي أن الحظ مفهوم وجد لكي يواسي الإنسان به نفسه ويٌلقى عن كاهله أثقال هموم تحمل المسؤولية ، قد تكون واحدة من الحيل الدفاعية النفسية فأن كانت كذلك فهي تٌجنب الإنسان عناء التفكير المنطقي والموضوعي ولو كانت تقف عند هذا الحد لأصبحت مطلب نفسي صحي يتمناه الجميع ، ولكن المعضلة أنها تتعدى ذلك بمراحل لترسخ لدى الإنسان أنه غير قادر على الانجاز والتقدم فالحظ العاثر سيقف أمامه فهو بذلك يغذي ذاته بهذه الكلمة ونتيجة هذه التغذية حتى لو عمل فلن يجتهد وذلك لعلمه المسبقة بحظه المنكوب...! فاذا ما فشل فبالتأكيد هو الحظ وإذا ما اجتاز ونجح فتكون من الشواذ التي لا تذكر ولا تعمم ولا تعزى إلا للحظ الذي كان قد أتى مصادفة .
أخيراً أن الشخص قادر على بناء ذاته وصناعة حظة بنفسه وذلك بالعمل والاجتهاد والمثابرة وتكرار المحاولة فالفشل طريقة نتعلم منها النجاح والنجاح طريقة لصناعة طرق ومراتب لنجاحات أخرى . علينا العمل ورسم أهدافنا ومحاولة تحسين وتجويد طريقة الوصول لها ومن ثم التوكل على الله وبعد ذلك كل ما يأتي هو من باب القضاء والقدر .
زبدة الكلام (عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل) .
لا تطلبن بغير حظٍ رتبةً*** قلم البليغ بغير حظٍّ مِغْزَلٌ
سكن السِّماكان السماء كلاهما *** هذا له رمحٌ وهذا أعزل
ولعل أشهر ما يٌحفظ ويردد بين من يصفون أنفسهم بأصحاب الحظ العاثر ما قاله الشاعر السوداني إدريس جمّاع:
إن حظـي كدقيق فـوق شـوك نثروه ثـم قالوا لحفاة يـوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قلت: يا قوم اتركوه
إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه.
كل هذا الإرث الكبير جعل البعض من الناس يعلقون كل ما يمر بهم بالحظ ، فلو أن شخص تأخر على اجتماع مهم بسبب زحمة السير لقال أنه حظي العاثر ..! محاولاً التملص من كونه لم يضبط المنبه أو لم يخرج باكراً لتجنب الزحام ليعزو هذا الخطأ للحظ الخارج عن إرادته وسيطرته ، ولو أن طالباً فشل في اداء الامتحان لقال أنه حظي التعيس ..! ولم يقل لقد أهملت في استذكار دروسي ، ولو أن مسافراً تعطلت سيارته في الطريق لرمى حظة بأبشع الاوصاف وتناسى أنه لم يقم بصيانة سيارته قبل السفر .
في اعتقادي أن الحظ مفهوم وجد لكي يواسي الإنسان به نفسه ويٌلقى عن كاهله أثقال هموم تحمل المسؤولية ، قد تكون واحدة من الحيل الدفاعية النفسية فأن كانت كذلك فهي تٌجنب الإنسان عناء التفكير المنطقي والموضوعي ولو كانت تقف عند هذا الحد لأصبحت مطلب نفسي صحي يتمناه الجميع ، ولكن المعضلة أنها تتعدى ذلك بمراحل لترسخ لدى الإنسان أنه غير قادر على الانجاز والتقدم فالحظ العاثر سيقف أمامه فهو بذلك يغذي ذاته بهذه الكلمة ونتيجة هذه التغذية حتى لو عمل فلن يجتهد وذلك لعلمه المسبقة بحظه المنكوب...! فاذا ما فشل فبالتأكيد هو الحظ وإذا ما اجتاز ونجح فتكون من الشواذ التي لا تذكر ولا تعمم ولا تعزى إلا للحظ الذي كان قد أتى مصادفة .
أخيراً أن الشخص قادر على بناء ذاته وصناعة حظة بنفسه وذلك بالعمل والاجتهاد والمثابرة وتكرار المحاولة فالفشل طريقة نتعلم منها النجاح والنجاح طريقة لصناعة طرق ومراتب لنجاحات أخرى . علينا العمل ورسم أهدافنا ومحاولة تحسين وتجويد طريقة الوصول لها ومن ثم التوكل على الله وبعد ذلك كل ما يأتي هو من باب القضاء والقدر .
زبدة الكلام (عجلة الحظ لا يدفعها إلا العمل) .