السعوديون يُسقِطون "حراك 15 سبتمبر"

تداول الشعب السعودي فيما بينهم وبكثافة خلال الأسبوع الماضي رسائل الولاء والمحبة للوطن ردا على الدعوات المشبوهة لحراك 15 سبتمبر للخروج والتظاهر في مدن المملكة.
رسالة واحدة بين تلك الرسائل هي الأكثر تداولا فقد كانت تُعرف بحقيقة وأهداف مطلقي تلك الدعوة , فجميعهم من خارج الوطن ويمكن بالتدقيق في تاريخهم معرفة بواعث الفكرة ومن ورائها بمددالعون والإسناد حسب دعواتهم الالكترونية البغيضة التي اتحدوا من خلالها جميعا للعمل على خلخلة النسيج المحلي وزرع القلائل والفتن بين هذا الشعب الذي لا يجد غالبيته ما يمكن الامتعاض عليه بهذا المستوى من أساليب الرفض والاحتجاج سوى أن الفرصة كانت سانحة لهم الآن في خضم المشهد العربي لاختبار مدى صلابة المجتمع السعودي وتخمين مكامن الضعف في بنيته بدس الأفكار والحجج بين مواطنيه من قبل أولئك المتربصين المأجورين فربما حققت الحملة الهدف المنشود والذي سقط يوم الجمعة الماضي سقوطا ذريعا أفشل هواة الفتنة ومروجوها كل مخططاتهم وتدابيرهم المنتنة, فقد قلب الشعب شعارات الفتنة إلى شعارات الولاء للوطن والوفاء لقيادته بعد أن تبين لهم حقيقة تلك الدعوة المبطنة بالكثير من الأكاذيب والانانية المفرطة والمدموغة بالأدلة والقرائن الحالية والتاريخية الواضحة لارتباطها بأعداء الوطن وعملائها في المنطقة رغبة في بث الفوضى والنيل من البلاد وكيانها تحقيقا لرغبات شريرة تمثل أجندات معلنة تستهدف السعودية بشكل خاص ودول الخليج العربي بشكل عام .
وقد اثبت الشعب السعودي بكل أطيافه أن السعودية ستقطع اليد الخارجية التي تمتد لها بسوء وكان للمجتمع الدور الرئيسي في التحذير من تلك الأفعال والتي تجلب للوطن الويلات والخراب من الخارجين عن القانون الذين سيستغلون تلك الترهات والتي سميت حراكاًلمأربهم وتحقيق ما تمليه عليهم تلك القوى الممونة.
كما أن هيئة كبار العلماء وهي الجهة الشرعية الأولى في البلاد قد أصدرت بيانا من فضيلة المفتي يُحرم وفق رؤية شرعية مثل تلك التظاهرات بعد أن تبين لها حقيقة أهدافها ومن يدعون لها لأن الأمر حسب ما يخفيه لا يتبلور في مجرد مطالب إصلاحية أو احتجاجات على مخالفات معينه كما يشيعه المغرضون وتلامس حاجيات عموم المواطنين أو إطلاق سراح بعض المساجين فتلك هي الشعارات التي يختبئ خلفها تلك الابواق بينما أن الحقيقة هو الوصول الى الهدف للتجييش الفكري للنيل من فكر الأمة وشبابها ومنهجها استغلالهم في إثارة الفتنه ويجعلونهم وقوداً لأحقادهم .
وقد حاول الكثير أمثال تلك المسوخ الفكرية الضحلة وتنوعت أطروحاتهم المسيئة للوطن ورموزها الفكرية واستشرى شرهم تباعا لمجريات الأحداث في المنطقة وتحولاتها السياسية والفكرية واتساع دوائر الإعلام ووسائله واستغلال محترفي الفتن الواضح للفرص وضعاف النفوس ممن يقدمون مصالحهم ويفرغون أحقادهم على مصير المواطن والوطن وأهدافها السامية .
وهنا فلقد ظهر لنا من تلك المجريات ما يبرهن على واقعية التحريض المنظم لتلك الأهداف والعمل المكثف والمدعوم من قوى إقليمية معادية .
وما يحدث هو في الواقع صورة لمجريات الاحداث الداعية للفتنة والعقلانية المتزنة التي يملكها المواطن والِفها ولا يلتفت لها أو لتك الدعوات وإن لامست بعض الشيء الذي لا يذكر ورغم محافظة القيادة السعودية وعبر تاريخيها على إيجاد توازنات معقولة ومقبولة داخليا تحت مظلة الوطنية والولاء للقيادة والوطن .
وبين تلك الابواق التي تعزف على وترذلك المواطن العازف عنها بفكره ووطنيتة وولائه لوطنه وقيادته والتي ألِفها وتربي عليها وقانعاً بها .
كل ذلك يعزز عزوفهم عن القناعة بتلك الدعوات المشبوهة والمصدرة من الخارج مما عمق الفهم بين العامة لأهدافهم ومراحل خططهم ومنها كشف حقيقة تلك الحِراكات المزعومة ومدى الرفض العام والقوي لها بين المواطنين السعوديين كافة كما أظهره الواقع ويرفضه الغالبية العُظمى حتى بين الشيعة من المواطنين لهذا الفكر والاستعداء للبلاد وعقليا لا يمكن تعميم فكر هذا الاستهداف ومخططاته على الجميع.
بل قد دفع العامة لعمق الولاء والتمسك بالوطن قيادة ولحمة أكثر من ما مضى واصبحت تلك الحِراكات مهرجانات وطنيه زادت التلاحم بين القيادة والشعب .
وهاهو اليوم الوطني الذي سيجسد الحراك الاكبرعلى مستوى المملكة والخليج العربي والذي لم تعرف المملكة أكبر منه عبر تاريخها بهذا الشكل المتوقع في يوم الوطن القادم .
فهل تكون تلك الرسائل مفهومة وواضحة لمن يريد أن يشعل الفتنة ويسوق لها ليعرف حقيقة الموقف ويعرف بالتالي حجم الرد ونوعيته وأن الوطن والمواطن كتلة واحدة مع قيادته لن تنال منه كل الدعوات ولن تفتته تلك المهاترات.
أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت .